القائمة إغلاق

امتحان الدنيا.. وامتحان الآخرة..

أخي المسلم:
بعد أن مرت أيام الإمتحانات مرت بقلقها واضطرابها وسهرها ونَصَبها نريد أن نقف لنتذكر:
إن هذه الأيام بما فيها لتذكرنا بأمر عظيم فهي رغم ثقلها وبطئها قد مرت وانقضت وهكذا الدنيا رغم ما فيها من حلو ومر فهي سريعة الزوال ((وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ ۚ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ))

وإن هذا الإمتحان ليذكرنا بامتحان أعظم، إمتحان الآخرة..
وشتان بين إمتحان الدنيا و امتحان الآخرة:
شتان بين امتحان معلوم الميعاد وامتحان يأتي بغتة ((هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ))

إمتحان الدنيا قد يمكن فيه الغش والحيلة أما امتحان الآخرة فلا غش فيه ولا حيلة ((يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنْكُمْ خَافِيَةٌ))
إمتحان ايمكن فيه العون والمساعدة وامتحان يقول المرء فيه نفسي نفسى ((يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنْكُمْ خَافِيَةٌ))
إمتحان يمكن فيه الإعادة وامتحان لا رجعة فيه ولا إعادة ((حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (*) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ))

إمتحان مآله إما إلى نجاح أو رسوب وامتحان مصيره إما خلود في دار النعيم ((يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون)) وإما خلود في دار الجحيم ((تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون))، (( وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل))، ((كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب))، ((ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم فيها ماكثون))، ((إستجيبوا لربكم من قبل أن ياتي يوم لا مرد له من الله مالكم من ملجأ يومئذ ومالكم من نكير))
فاستجب – أخي المسلم – لربك واعمل لإمتحان الآخرة.
فتب إلى الله تعالى ولتبدأ صفحة جديدة مع الله ((وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون))
ولتعمر بيوت الله تعالى بصلاة الجماعة وحضور حلقات التلاوة ودروس العلم.
وإياك ووسائل اللهو المحرمة كالموسيقى والغناء والسينما والأفلام المبتذلة والرحلات المختلطة وغيرها مما يزينه لك أعداء الإسلام ((والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلو ميلا عظيما))
ولتحذرمن رفقاء السوء الذين يغرونك بالمعصية ولتصاحب المؤمنين الذين يعينونك على الطاعة ((الإخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدوا إلا المتقين))
ولتكن مناصرا لدينك ((يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله))
“دينك دينك لحمك دمك” فالحرب على ديننا وحريتنا على أشدها فى كل بلاد المسلمين. فلتكن مع أهل الحق والصدق ((إتقوا الله وكونوا مع الصادقين))، وأنت على ثغر من ثغور الإسلام فاحذر أن يؤتى الإسلام من قبلك. 
((ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز))
الجماعة الإسلامية

التعليقات

موضوعات ذات صلة