القائمة إغلاق

أسرتك في رمضان وبداية مشروع جماعي مثمر …. 1

أسرتك في رمضان وبداية مشروع جماعي مثمر …. 1

بقلم فضيلة الشيخ: على الديناري

مع بداية شهر رمضان تستعد الأسرة المسلمة للاستفادة من الشهر الكريم، ولأن الأسرة المسلمة قد تربت وتعودت على مبدأ إسلامي عظيم.. هو مبدأ التشاور “وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ” الشورى، فإن أول استعداد لشهر رمضان سيكون بتشاور الأسرة وتحاورها حول كيفية تحقيق أعلى استفادة من هذا الشهر المبارك.. وهنا يبدأ الأب باعتباره القائد البادئ والمحرك في تحديد موضوع التشاور في صورة سؤال:

كيف نستفيد من شهر رمضان أعلى استفادة ممكنة؟

ثم يحدد موعدا تجلس فيه الأسرة جلسة صفاء ومشورة تناقش الأفكار وتتحاور فيما بينها.. وتخرج في النهاية بتصور كامل للشهر الكريم وكل ما يتعلق به من مسائل بالتفصيل.

أهمية المشورة في التربية:

إن أهمية هذه المشورة ليست فقط فيما يخص شهر رمضان وإنما الأب المربى يعتبر هذه المناسبة فرصة هائلة للتربية.. وهذا التشاور يساعد الأسرة في التربية على العديد من المبادئ الهامة الواجبة.

فالتشاور أولا يعطى لكل فرد في الأسرة قيمته ومكانته مهما كان سنه أو ظروفه.. وهذه القيمة لا تتحقق إلا بشرط أن يحترم الأب – كمدير للحوار ـ كل الآراء .. ويعطى لكل فرد حريته في التعبير ويساوى بين المتحاورين في الفرص.

ويربى الثقة في النفس وبالتالي يصبح وقاية وعلاجا لمرض الخجل ويساعد في معالجة الانطواء.

ويربي في الأبناء الاهتمام والإيجابية والتفاعل والمشاركة والعطاء.

ـ ويربى في الأسرة الروح الجماعية واحترام الجماعة ومراعاة حقوق الآخرين.

كما ينمي روح الحب والولاء والانتماء للأسرة وبالتالي الانتماء لكل مبادئها وقيمها.

ويعطي الفرصة للابن للإفصاح عن مطالبه الخاصة بطريقة سليمة وبالتالي لا يحتاج إلى الطلب بطريقة فوضوية.

ويطلع كل فرد على حقيقة وضع الأسرة وعلى الجوانب التي تخفى على بعض الأبناء وخصوصا القدرة المادية.. وتختلف وجهات النظر في هذه المسألة.. فبعض الآباء يرى أن إطلاع الابن ومعرفته بحقيقة دخل الأسرة وإنفاقاتها يربي عضوا مقدرا لظروف الأسرة متحملا لمسؤوليته تجاهها.. بينما يفضل آخرون تربية الأبناء بعيدا عن الإحساس بالمشاكل المادية بالذات حتى لا ينكسر الابن أمام زملائه.

وقد تكون لكل أسرة ظروفها التي تحتم عليها اختيار أحد الاتجاهين:

فالأم التي تربي أيتاما مثلا تفضل الرأي الثاني لأن أبنائها في غنى عن أي انكسار أو أي إحساس بالفرق بينهم وبين زملائهم فوق اليتم.

ولكني أرى والله أعلم أن إطلاع الابن على القدرة المادية للأسرة هو الحالة المثالية التي تأتى بنتائج ممتازة في حالة نشأة الابن نشأة سوية بلا مشاكل.

والأب هو الذي يعرف نفسية ابنه فيعرفه ماديات الأسرة بالتدريج حسب عمره وفهمه وحسن تصرفه وإحساسه بالمسؤولية.

أما إذا كان في تقديرنا أن النتائج ستكون عكسية فحجبها أفضل.

إن التشاور والحوار بطريقة إسلامية سليمة يعلم الأبناء ويربيهم على آداب الحوار.

ومن أهم هذه الآداب التي يجب أن يتربى عليها الأبناء:

1- إخلاص النية قبل إبداء الرأي فلا يتكلم إلا بنية النصح لله ولرسوله وللمسلمين وأحق المسلمين بنصحه ورأيه هم أسرته (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ).

2-الأسلوب المهذب في إبداء الرأي، واحترام مشاعر الآخرين بلا تجريح ولا تسفيه لرأى آخر.

3- سعة الصدر وقبول الرأي المخالف واعتباره قابلا للأخذ به بعد مناقشته وثبوت صحته.

4- عدم التكرار فإن لم يكن لديه جديد فلا يتكلم.

5- عدم التعصب للرأي فالرأي الذي يؤخذ به هو الذي يثبت الحوار مناسبته.

6- قبول النقد بغير غضب ولا خجل. 

7- التواضع فالكبير قد يترك رأيه ويؤخذ برأي الصغير إذا ثبتت صحته، وغير ذلك من آداب الحوار.

التعليقات

موضوعات ذات صلة