بقلم الشيخ عبود الزمر
عرفته منذ أن كان شابا في الثالثة والعشرين من العمر أيام كان طالباً في كلية الهندسة وكان لقائي معه في مطلع عام 1981 ولاحظت أنه كان نابهاً ومرتباً يستمع إلى محدثه بإصغاء كامل ويعلق بشكل دقيق ومهذب تدرك فيه أبعاد الشخصية.
ولقد صحبت الدكتور عصام معظم فترات سجنه فما رأيت منه إلا كل كلمة طيبة ونصيحة غالية ورأي حصيف، وكان رحمه الله صاحب جهد وفير يضحي بوقته من أجل إخوانه وبالرغم فقده لذراعه إلا أنه كان حريصاً على القيام بشئون نفسه بل وكان يخدم إخوانه أيضاً.
وكان رحمه الله يلتزم جانب الحق ويدافع عنه ويقدم مصالح الأمة على مصلحة الجماعة.
وكان زاهدا راضياً بقضاء الله وقدره يأخذ بالأسباب ويتوكل بعد ذلك على الله تعالى، وعندما تيسرت مكتبة عامة في السجن بادر إلى الإطلاع وللدراسة فزادت ثقافته وساعده على ذلك قوة حافظته التي كانت لاتكاد تنسى موضوعاً شهده.
وكان أبرز ما يميزه الصدق والأمانة وحسن المعاملة فأحبه الجميع والتفوا من حوله وتعلموا منه ولم يكن متعصبا لرأي بل كان ينزل على رأي المجموع وهو راضٍ بلا ضجر وبالتالي كان واسع الصدر ثابتا عند الشدائد يخفف عن إخوانه ويواسيهم.
لقد فقدت على المستوى الشخصي رجلاً مخلصا وفيا يحب الخير للناس ولا يحمل في قليه بغضا لأحد.
ولقد كان له الدور البارز في تأسيس حزب البناء والتنمية وترتيبه من الداخل وهو جهد كبير وكان يهتم بالأمور الاعتقادية ويحرص على تنقية الجماعة من الأفكار الضالة وكان ينصح الآخر من هذا المجال ويقوم بتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام.
لقد أبكاني وأحزنني فراق الشيخ عصام، عوض الله الجماعة الإسلامية خيراً وألهم أسرته الصبر ورفع درجاته يوم القيامة بقدر ذلك الذكر الحسن الذي يتناقله الناس بعد وفاته وقبل وفاته أيضاً.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد
واقعة
حدث في ليمان طرة أن أمسك أحد الإخوة بثعبان صغير وطاف على بعض زملائه فلما وصل الثعبان عند الدكتور عصام حاول أن يمسك به فلدغه في ذراعه.
فكتبت بعض الأبيات الشعرية مواسيا إياه
صيد وا الأفاعي من ربي الليمان وانفوا ولائدها من الأوطان
إلى أن قلت
لم يقصد الثعبان لدغ ذراعه بل كان في التقبيل محض تفانِ
فارقوا بفاتحة الكتاب عصامنا يبرا بفضل الواحد الديان