بقلم الشيخ / علي الديناري
حزن كثيرون لفراق رمضان العزيز ……….
كانتْ روحُه الطيبة تملأ البلاد بطولها وعرضها إيماناً واطمئناناً ،وسكينةً ورحمةً، وبركةً وطاعةً، ورضاً وأُنْساً .
رمضان كالنَّحلة ماتَحِلُّ في مكان إلا وتترك فيه رائحةً زكيةً مميِّزةً لها؛ لكن لايشمها إلا النحل بصفائه وذكائه؛
لذا كان رحيلُ رمضان صعباً على الأرواح الطيبة والقلوب التي ائتلفت معه، وأنست به، واستفادت واستمدت من فضله
لكن رغم فراق رمضان فمازالت روحه الطيبة تحلق بين جدران بيوتنا، وفي شوارعنا ومازالت رائحته الزكية عالقةً بمساجدنا وبيوتنا ،
ومازال المؤمنون يحاولون أن يعيشوا جواً فيه رائحة رمضان
والحقيقة أنَّ رائحة رمضان يمكن أنْ نجدها في كثير مِن الأعمال الصالحة التي اشتهر بها رمضان :
فصيامُ الستة من شوال يجعلنا نعيش بعضاً من جو رمضان المبارك
وكذلك صلاة الجماعة بما فيها من لقاءٍ بالمؤمنين وجوِّ المساجد
وكذلك حلقات التلاوة المباركة، ودروس العلم نشم فيها رائحة رمضان،
إنَّ رمضان قد متَّع بلاد المسلمين بحالةٍ جميلةٍ من السكينةِ ،والتراحُم، والتكافل الاجتماعي، ومراعاة الفقراء ؛ فيبقى أن نحاول الحفاظ على هذه الروح ولانبددها
والحفاظ عليها يكون بعمارة المساجد ، وبنائها في المدارس ، وتمكينِها من أداء دورها في العبادة، وفي تعليم القرآن، ونشر الدعوة إلى الله، وإشاعة الوعي والأخلاق.
رمضان يضيف لمجتمعات المسلمين كل عام قوةً وزخَما في مجالاتٍ عديدةٍ لو أحسن حكَّام المسلمين استثمارها لتغيرت أحوال كثيرة وتقدَّم المسلمون في هذه المجالات؛ لكن للأسف لازالت المساجد عليها قيودها ولازال الدعاة مغلولوا الأيدي عن المساهمة في بناء الأجيال على العقيدة والعبادة والأخلاق
وتمتين جسور المجتمع وقيمه وأخلاقه وثقافته التي تميزه وتضمن استمرار أصوله الحضارية