بقلم / علاء العريني
من الدروس الهامة التى يخرج بها أى متابع للثورات العربية هى أن الشعوب هى الضمانة الوحيدة بعد قدرة الله تعالى لاستقرار الدول فلم يصبح الإعتماد على القمع الأمنى أو الحليف الأجنبى الخارجي كافيا لاستقرار المجتمعات وديمومة وحدتها وقدرتها على التصدى للأخطار الخارجية والداخلية وأيا كانت خلفيتنا الفكرية وموقفنا تجاه أى نظام سياسى سنجد أن الإنسداد السياسى وغياب أو تدنى مستوى العدالة الاجتماعية كانت الفجوة الكبرى التى نفذ من خلالها الخصوم والأعداء وهنا نطرح عدة أسئلة لتوضيح وجهة النظر ..
هل كان الإحتلال الأمريكي والإيرانى سيتمدد ويسترخي فى العراق لو كان الإحتلال دخل على مجتمع حر ينعم بالعدالة الإجتماعية وتماسك نسيجه الوطنى ؟؟
هل كان النظام السابق فى مصر وليبيا وتونس سيسقط لو حدثت الإحتجاجات والثورات في ظل شعوب تنعم بالحد الأدنى من الحرية والعدالة الاجتماعية ؟
هل كانت سوريا ستدمر لو اندلعت احتجاجات درعا التى فجرت الثورة فى مجتمع حر ينعم شعبه بالحرية والعدالة ؟
إن الشعوب العربية تحتاج لخطوات إصلاحية عاجلة لتقوية جبهتها الداخلية ونسيجها الوطنى لتلافى التصدع الذى أصاب مكونها الداخلى ..
إن التعويل على خوف الناس من افتقاد الأمن والاستقرار قد يفلح فى تسكين وتخفيض طموحاتهم فى التغيير على المدى القريب ولكنه غير مجدى على المدى البعيد كما أن من شأن حصول أدنى هزة للمجتمع يكسر حاجز الخوف ويبرز كافة المشاعر المكتنزة والطموحات الخامدة لذلك ما لم يتم معالجة واحتواء تلك المشاعر والطموحات عبر أطر مؤسسسية ستجد طريقها عبر فوضى وهيجان يهدم ولا يبنى ويفرق ولا يجمع ويزرع نبتة الحقد والإنتقام بدلا من استنبات أزاهير الحب والوفاق ..
فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمرى إلى الله إن الله بصير بالعباد