د أحمد زكريا عبداللطيف
إن المتابع للمشهد المصري المرتبك حاليا يتساءل ماذا يريد النظام من المصريين؟،هل يريد إخضاع الجميع لسطوته،وأن يسبح الجميع بحمد الحاكم؟،هل ضاق صدر النظام لدرجة أنه لا يطيق وجود أي صوت للمعارضة ،وإن كان خارجا من رحمه؟،هل يريد العود إلى نظام الحاكم الفرد أو نصف الإله؟
أسئلة محيرة تلح بقوة على عقول المصريين،وإلا ما هو التفسير الموضوعي لحملات الاعتداء والتشويه،بل وصل لمرحلة القتل والاختطاف في حالة هشام جنينة؟
المدهش أن حادث الاعتداء على جنينة هو أخطر الحوادث التي وقعت خلال الأسبوعين الأخيرين.. فالاعتداء جاء بعد أيام قليلة من اعتقال عنان وخضوعه للتحقيق “السري” بعيدًا عن عيون الرقابة الصحفية والإعلامية (قرار حظر النشر).. والذي عينه عنان نائبًا له، وأسند إليه مهمة ملفي حقوق الإنسان والعدالة ومكافحة الفساد.. ما يجعل بالتبعية الاعتداء عليه “جريمة سياسية”، أو هكذا ستفسر، فسترتبط تلقائيًا بموقفه من عنان والسيسي ومن النظام الذي أقاله ونكل به وبعائلته (فصل ابنته من النيابة الإدارية).
ما هذا الذي يحدث ولمصلحة من؟
تركيع شفيق ،وتهديد خالد علي ،وسجن قنصوه، واعتقال عنان،ثم محاولة اختطاف جنينة والاعتداء الصارخ عليه.
ومحاولة البحث عن وجه أليف طيع بمثابة ورقة التوت التي تواري عورة النظام ممثلة في الوفد وسيد البدوي.
هل يراد لهذا المجتمع أن ينفجر من داخله؟،هل فقد أهل الحكم عقولهم؟
ألا يوجد عاقل حكيم ينقذ هذا الوطن قبل العاصفة؟
هل ظنوا أن المصريين ماتوا جميعا؟
إن الخوف الآن مع هذه الرعونة والاستبداد والإسراف في استخدام السلطة والبطش والتنكيل بالمعارضين ابتداء بالإسلاميين قتلا وسجنا وتشريدا وانتهاء بكل ألوان المعارضة يؤذن بشر مستطير على سلامة واستقرار الدولة المصرية كوطن وتاريخ وجغرافيا،فهل يعي سدنة الحكم الأمر قبل فوات الأوان؟!