القائمة إغلاق

الدعوة إلى الله عطاء

بقلم قسم الدعوة الإسلامية بالجماعة الإسلامية 

 كيف يطلب الداعية أجرًا من الناس على دعوته وهو الذي يجب أن يعطيهم ويؤلف قلوبهم بإكرامهم وبذل ماله لهم ترغيبًا لهم في دعوته، وتأليفًا لقلوبهم وحثًّا لهم على الدخول في الإسلام الحنيف. وهكذا كان حال الدعاة إلى الله في كل زمان وعلى رأسهم رسولنا صلى الله عليه وسلم، الذي قال الصحابي الجليل أنس بن مالك عنه: ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئًا إلا أعطاه، ولقد جاءه رجل فأعطاه غنمًا بين جبلين فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلموا فإن محمدًا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، وإن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا فما يلبث إلا يسيرًا حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها).

إن الدعاة إذا أرادوا أن يجتمع الناس على قبول دعوتهم ونصرتها فليس عليهم أن لا يأخذوا من الناس أجرًا فحسب، بل عليهم أن يقتدوا برسولهم الكريم صلى الله عليه وسلم الذي جُمع إليه سبعون ألف درهم فما زال يوزعها حتى فرغ منها لم يبق منها درهم واحد. ألم يستمع الدعاة إلى ما قاله الصحابي الجليل سهيل بن سعد رضي الله عنه من أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ببردة منسوجة فقالت: نسجتها بيدي لأكسوكها فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجًا إليها فخرج إلينا وإنها إزاره فقالت فلان: أكسنيها ما أحسنها، فقال: نعم فجلس النبي صلى الله عليه وسلم في المجلس، ثم رجع فطواها ثم أرسل بها إليه، فقال له القوم: ما أحسنت لبسها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجًا إليها ثم سألته لتكون كفني فقال سهل: فكانت كفنه))  فاقتدوا أيها الدعاة برسولكم وأنفقوا على هذه الدعوة المباركة ولا تجعلوا الدعوة تنفق عليكم، وكونوا عونًا لها ولا تكونوا عبئًا عليها، وأنفقوا ينفق الله عليكم كما قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: ((وأنفق أنفق عليك)).

 

التعليقات

موضوعات ذات صلة