القائمة إغلاق

نشرة أخبار القتل

تنتابني حالة من الإحباط كلما حاولت متابعة نشرة أخبار، فدماء المسلمين وهي تستباح منذ وعينا لم تشهد تمالؤاً من قوى الكفر كما يحدث الآن أو بالأحرى لم يحدث ان صار القتل على رؤوس الأشهاد كما هو الآن بسبب حضارتهم النتنة ومعطيات إعلامها، وتراها دماءً مهراقة في كل الجهات ومن أخس وأضعف الأنظمة وكأن أبجديات الآدمية قد تآكلت في زماننا هذا.

مسلمو السنة منذ الغزو الأمريكي للعراق صارت لهم في العقلية الغربية هواجس مخصوصة أحيت رعبهم القديم أيام الخلافة العثمانية في عصور ازدهارها حين كان يجتمع على جيش الخلافة خمس جيوش فتهزمهم، وقد رأوا أن معطيات الجهاد الإسلامي تمسهم بخطر جليٍ سواء في أحداث الحادي عشر من سبتمبر أو في حملتهم على العراق وأفغانستان، لكن بنفس عقلية فرعون لا يستهدفون فقط من قاتلهم لكنهم يسبيحون الكل مخافة ذكر واحد سيزيل ملكهم وكأن قصة الفرعون وموسى تضاعفت بتوالي القرون ليصبح المسلم السني مهدداً للعرش الأمريكي بدلا من تهديد موسى لعرش فرعون.

وليس في سحرة هذا الزمان من يسجد للآية لو ظهرت له، فجميعهم يصيح اليوم أإن لنا لأجراً؟؟ من يريد أن يبقي على عرشه فوق آلاف بل مئات الآلاف من الجماجم ومن يريد أن يثبت هذا العرش ومن يريد أن يصطنع لنفسه عرشا ومن يريد أن يعود للعرش كلهم عرفوا سبيلا واحدا ذا ثلاث شعب: الغرب، الروس، الشيعة.

وتتضافر نزعات عرقية ودينية في الخطة القديمة الجديدة للغرب ففي الماضي أفلحوا في تفكيك الخلافة العثمانية بنفس تلك الحيل: الأقليات العرقية والدينية، المشروطية أو الديمقراطية التي تفتح الباب للعرقيات والتعصب المخالف لما جعل الله عليه الأمة الإسلامية، واليوم تتلاقى مصالح نفس متآمري الأمس ولكن بجرأة ووقاحة غير مسبوقة فيقدرون في ديننا ما التطرف والاعتدال وينصرون بعضنا على بعض يدعمون الشيعة والنصيرية عيانا بياناً ولا ناصر للمسلمين السنة إلا الله..

ليس من المتصور اليوم أن تجتمع الأنظمة المحسوبة على السنة في دعم من يقاتل على شرف أهل السنة ولا حتى بالدعم اللوجستي أو مضادات الطائرات ولا ينتظر من سفاحي الغرب ثمة رحمة..

وليس في مقدور شباب الأمة الإسلامية الانتصار لحلب أوالموصل كما حدث من قبل في أفغانستان والبوسنة والشيشان طالما التقت مصالح أمريكا وروسيا والأنظمة فيمتلئ القلب حزناً ويحار الحليم..

لكن يبقى أن نوقن أن الله قد كتب في كتابه العزيز ( لأغلبن أنا ورسلي) وأن الشام هو مسرح أحداث النهاية فلا يسعنا غير الدعاء…

التعليقات

موضوعات ذات صلة