لما كمل الرسول صلى الله عليه وسلم مقام الافتقار إلى الله سبحانه وتعالى أحوج الخلائق كلهم إليه في الدنيا والآخرة أما حاجتهم إليه في الدنيا فأشد من حاجتهم إلى الطعام والشراب والنفس الذي به حياة الأبدان , وأما حاجتهم إليه في الآخرة فإنهم يستشفعون بالرسل إلى الله حتى يريحهم من ضيق مُقامهم فكلهم يتأخرعن الشفاعة فيشفع لهم وهو الذي يستفتح لهم باب الجنة.
فمن فرغ قلبه من شواغل الدنيا قليلا , وحاول الاقتراب من شخصية الرسول الكريم أحس بإحساس خاص ووجد شريف لا يشعر به إلا المحبون الصادقون , وأنا كلما اقتربت من سيرته الزكية داخلني إحساس عميق بالشوق إلى لقائه والأمل في رؤياه.
فكم كان حريصا علينا _بأبي هو وأمي_ رحيما عطوفا مشفقا على أمته حتى كاد يهلك نفسه أسىً وتحسرا على فرارهم من الله , فهو أولى بي من نفسي , وصدق الله :”النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم …”.
بل حبي وحنيني له عليه الصلاة والسلام أشد من شوقي ورغبتي في لقاء أبي وأمي وبناتي وزوجي وهذا الشعور يعلمه جيدا من أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بصدق ودارس سيرته بقلبه وروحه.
إذا نحن أدلجنا وأنت أمامنا … كفى بالمطايا طيب ذكراك حاديا
وإن نحن أضللنا الطريق ولم نجد … دليلا كفانا نور وجهك هاديا
ومع شدة التقصير والتفريط وتسرب العمر وما بقى إلا قليل وتزاحم العثرات والزلات وقلة الزاد إلا أني لأرجو بحبي لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد حب الله عز وجل الخير في الدنيا والآخرة.
وكلما قست نفسي وازدادت حيرتي ووهن عزمي وأوشكت على السقوط إذا بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يشد أزري ويقوي عزمي ويدفعني دفعا للنهوض ومواصلة الطريق ويحدوني الأمل أن يعينني على مواصلة الطريق حتى يجمعني بقرة عيني وحبيب روحي صلى الله عليه وسلم في الجنة.
رسول الله يا قرة العيون

التعليقات