تعاني الحركات الاسلاميه مؤخرا من حالة من فقدان التوازن الاجتماعي في المجال الدعوي وذلك بعد الاحداث الاخيرة المتلاحقة التى تتعرض لها أمتنا عامة ومصر خاصة فنجد الصورة جلية في مواقف متباينة لابناء الحركه لا تقوم على فقه وفهم صحيح لسنن الله الكونية ولا تعتمد علي أساليب مدروسة في العمل الدعوي داخل المجتمع فنجد ان هناك من يتبنى صورة الرفض الكامل للمجتمع وتأثيمه والخروج عليه رغبة في تحقيق نتائج عاجلة.
او في صورة اخري وهى الانسحاب من المجتمع والهروب منه واعتزاله بسبب الاحباط من عدم تحقيق نتائج عاجلة والقضية لها سوابق قديمة وصور سابقة في تاريخنا الاسلامي فكانت صور الخوارج الذين يفزعون لسيوفهم ويُفتنون بمعتقداتهم ويرون أن حبهم للتضحية ووعد الله بالنصر يتيح لهم أن يخرجوا ويقاتلوا دون النظر إلى اسباب أو شروط أوموانع.
وصورة قديمة اخري على النقيض لأعداد من المتصوفة ومن علي شاكلتهم ممن اعتزلوا المجتمع وأخطاؤه والحكم وتبعاته ورأوا في ذلك السعادة والفلاح وكلا الفريقين أخطأ قطعا فالاسلام يريد أن يقاوم الخطأ ولكن بتخطيط وعقل مع الاخلاص والتضحية وهذه معان السنن الكونيه في انضاج الحقيقة وإستوائها في المجتمع .
أولا وقبل اي شئ عندما كان الصحابة في بداية الدعوة يستعجلون النصر وانفاذ الموعود كان الرد النبوي القاطع والله لينصرن الله دينه ولكنكم قوم تستعجلون إن الرجل قديما كان يؤتي فيشق نصفين ما يفتنه هذا عن دينه.
فلابد للايمان من تضحيات ولابد من وقود يحرك قوى الإيمان لتغيير العالم كما غيرت من قبل ولكن وفق سنن كونية لا تحابي أحداً فلابد من إعطاء السنن الكونية مكانتها في العقل الاسلامي، فالثلة المؤمنة المعاصرة لايفتقدون كما رأينا إخلاصا ولا تضحيات فقد قدموا الكثير والكثير ولكن ينقصهما الإدراك والإحكام والفهم “وجعلنا منهم ائمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا يوقنون ”
لماذا كانت الإمامة في الدين بالصبر واليقين لأن معنى ذلك أن الامر يحتاج الى زمن واستعجال الزمن خطأ وكذلك عليّ أن أعمل وانا علي يقين تام بنصر الله ومعيته ولكن ليس بحسب تقديري وحساباتي ولكن بتقدير الله فالزمن عنده سبحانه له حسابات اخرى والنصر لايتنزل بالاخلاص وفقط فالمسلمون هزموا في الجسر لسوء التخطيط وهزموا في أحد لسوء التنفيذ من البعض ومخالفة الخطة فالعقل لا بد منه فهو أثمن هدية لأولي الألباب وللحديث بقية في معاني السنن الكونية
فقه السنن الكونية في واقعنا المعاصر

التعليقات