بقلم: الشيخ محمد علي الشريف
ما أجمل أن تبكى لله الذى خلقك ، معترفا بذنوبك التى أثقلت ظهرك ، نادما على ما اقترفت يداك فى سنينك الطويلة ، طالبا منه أن يرحمك ويعفو عنك ، قائلا : اللهم ارحم جسدى الضعيف ، الذى لا يقوى على عذابك ، ولا يتحمل نيرانك ، يارب أنا الضعيف وأنت القوى ، وأنا الفقير وأنت الغنى ، وأنا الذليل وأنت العزيز ، ما أحوجنى إلى رحمتك ، ثم تزرف دموع الندم والخوف ، وتستمر هذه المناجاة طويلا ، فإن هذه الدموع أغلى وأعظم من جبال الذهب ، فلن تنتفع بجبال الذهب شيئا عند موتك ، لكن هذه الدموع قد تكون سببا فى نجاتك من النار ودخولك الجنة ، استمع إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( سبعة يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله ، منهم رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ) متفق عليه . وقال : ( عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله …. ) حديث صحيح رواه الترمذى .
وقال : ( لا يلج النار رجل بكى من من خشية الله حتى يعود اللبن فى الضرع ) رواه الترمذى ، وقال : حديث حسن صحيح .
وقال : ( ابكوا فإن لم تجدوا بكاء فتباكوا ، لو تعلمون العلم ، لصلى أحدكم حتى ينكسر ظهره ، ولبكى حتى ينقطع صوته) رواه الحاكم ، وقال : صحيح على شرطهما ، أى على شرط البخارى ومسلم .
وعن مطرف عن أبيه قال : (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى ، ولصدره أزيز كأزيز المرجل ) رواه أبو داود والنسائى وابن خزيمة وابن حبان فى صحيحيهما .
وعن على بن أبى طالب قال : ( لقد رأيتنا يوم بدر ، ما فينا إلا نائم ، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة يصلى ويبكى حتى أصبح ) رواه ابن خزيمة فى صحيحه ، وابن حبان ، وصححه الشيخ شعيب الأرنؤوط .
وقال عقبة بن عامر : قلت يا رسول الله ما النجاة ؟ قال : (أمسك عليك لسانك ، وليسعك بيتك ، وابك على خطيئتك ) رواه الترمذى ، وقال : حديث حسن صحيح .
وعن البراء رضى الله تعالى عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى جنازة ، فجلس على شفير القبر ، فبكى حتى بل الثرى ، ثم قال : ( يا إخوانى لمثل هذا فأعدوا) رواه ابن ماجة بإسناد حسن .
وقال صلى الله عليه وسلم : لو تعلمون ما أعلم ، لبكيتم كثيرا ، ولضحكتم قليلا ، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون ) رواه الحاكم ، وقال : صحيح الإسناد .
اللهم ارزقنا قلبا خاشعا ، وعينا من خشيتك دامعة .
البكاء والخوف من الله .

التعليقات