بقلم: الشيخ محمد علي الشريف
أنواع الظلم .
(١) أشد أنواع الظلم الشرك بالله قال تعالى : ( إن الشرك لظلم عظيم ) فبعد أن يخلقك الله فى أحسن تقويم ، ويرزقك بالنعم التى لا تعد ولا تحصى ، تعبد غيره ، وتشكر سواه ، كما ورد فى الحديث القدسى ( أخلق ويعبد غيرى ، أرزق ويشكر سواى ، خيرى للعباد نازل ، وشرهم إلى صاعد ، أتودد إليهم بالنعم ، ويتبغضون إلى بالمعاصى ) .
(٢) أن يظلم الإنسان نفسه ، بأن يوردها نار جهنم ، وذلك بارتكاب المعاصى ، كما قال تعالى : ( وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) .
(٣) الحاكم الذى لا يحكم بما أنزل الله ظالم ، كما قال الله تعالى : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فؤلائك هم الظالمون ) وذلك لأنه حرم شعبه من أعظم نعمة أنعم الله بها على البشر وهى الشريعة الإسلامية .
(٤) الشعوب التى ترضى أن تتحاكم إلى غير الشريعة الإسلامية ، قال تعالى : ( ويقولون ٱمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولائك بالمؤمنين وإذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون ) كيف لا يكونون ظلمة وقد أعرضوا عن شرع الله العظيم وتحاكموا إلى أحكام الجاهلية ، فكل حكم يخالف شرع الله فهو شرع الجاهلية ، كما قال الله تعالى : ( أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ) .
(٥) أن يظلم المسلم أخاه المسلم ، بعدما قال الله تعالى فى كتابه العزيز : ( إنما المؤمنون إخوة) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المسلم أخو المسلم ) بكل ما تحتويه كلمة الإخوة من ود وعطف وحنان وحب ورحمة ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) متفق عليه ، و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنه فقال رجل وإن كان شيئا يسيرا يا رسول الله قال وإن كان قضيبا من أراك ) أخرجه مسلم في صحيحه. و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من حلف على يمين وهو فيها فاجر ليقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله تعالى وهو عليه غضبان ) متفق عليه. ومر رسول الله صلى الله عليه وسلم على صبره طعام ، فأدخل يده فيها ، فنالت أصابعه بللا ، فقال : ما هذا يا صاحب الطعام ، قال : أصابته السماء يا رسول الله ، قال : أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس ، من غشنا فليس منا ) متفق عليه. و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يدخل الجنه جسد غذي بحرام ) قال الحافظ الذهبي إسناده صحيح.
(٦) ظلم الحيوان إن رحمة الإسلام شملت الحيوان أيضا ، فمن عذب الحيوان عذبه الله ، انظر إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( دخلت امرأة النار فى هرة حبستها لا هى أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض) متفق عليه . ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم امراة معلقه في النار والهرة تخدشها في وجهها وصدرها وهي تعذبها كما عذبتها في الدنيا بالحبس والجوع ) رواه البخاري .
نسأل الله أن يجيرنا من الظلم والظالمين .