القائمة إغلاق

عمر عبد الرحمن عالم يموت تحت سوط الغربة والمرض

بقلم: عصمت الصاوي

جاوز الدكتور عمر عبد الرحمن 75 عاما وهو يقبع اليوم في السجون الأمريكية تحت ظروف قاسية شديدة التعقيد، فمع ابتلائة المستديم فى عينيه وبصره المكفوف، تراكمت علية بحكم الشيخوخة والسجن أمراض أخرى فأصبح قعيدا لا يقوى على الحركة أو القيام أو خدمة نفسه بنفسه ، ثم تزداد صعوبة المرض واشتداد الأزمة وتفاقمها حال وجوده المستديم في الحبس الانفرادي فلايسمح لأحد بالحديث معه أو الدخول إليه لمساعدته أو معاونته فمع إطلالة كل صبح أو غياب كل شمس تبدأ رحلات المعاناة ، بضرورة الانتقال من على سريره إلى كرسيه المتحرك والعكس وما قد يصاحب ذلك من انفلات قد يكون حتميا لقدمية التي لاتقويان على حمله وربما سقط لامحالة على بلاط زنزانته في البرد القارس فلا يقوى على القيام أو العودة إلى مكانة وربما ظل يحاول مرات ومرات لينقذ نفسه من ألام البرد وقسوة الارتطام بالأرض فإذا يئس استسلم لمصيرة ساعات طوال حتي تشرق الشمس أو يأتية حارسة بالإفطار أو الدواء، ثم تستدعي المصائب أخواتها فيصاب الشيخ من جراء الجلوس الدائم أو النوم المستمر بقرح الفراش التي تفوق في ألامها كل ألم متصور ، ويأتي البلاء على قدر الإيمان فيصاب الشيخ بالضغط والسكر مع مايستتبعه ذلك من صداع لاينقطع وألام لاتتوقف دون أن يجد أنيسا من بشر يسري عنه محنته أو يواسيه في غربته ، فربما مكث الأيام الطوال دون أن يسمع إلا صوت حارسه نظرا لما تفرضه عليه إدارة السجن من مضايقات وانتهاكات ، فحقوقه الأساسية لايتحصل عليها إلا بالكاد فلا يتصل بأهله وذويه إلا بشق الأنفس وعلى فترات متباعدة خلافا لكل السجناء، حتى من هم في قضيته لديهم سماحية كبيرة فى التحرك والاتصال بذويهم بشكل مستديم ، ومن رأي الدكتور عمر عبد الرحمن عالم الأزهرالجليل ممتلئ الوجه جهور الصوت المتفجر بالحيوية والنشاط والحركة ،لن يعرفة قطعا إذا رأه اليوم فالجسد نحيل للغاية والوجه يصدمك بشحوبه، حتي هيئته وهندامه التى كان يتعجب من حسنها وتنظيمها كل من رآه تراجعت اليوم كذلك ، فالشعر والأظافر طالت على آثر مضايقات السجن المستمرة التى منعت عنه حتي من يمكن استئجاره ليقوم على نظافته الشخصية

التعليقات

موضوعات ذات صلة