التوكل على الله (5)

التوكل على الله (5)
الشيخ /على محمد على الشريف
ما زلنا نتحدث عن التوكل على الله
وحديثنا اليوم عن الذين يعتمدون على الاسباب ويتركون رب الاسباب.
انظر يا اخى الحبيب الى هذه القصة العظيمة التى توضح اهمية التوكل على الله.
وذلك ان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغوا عشرة آلاف مقاتل ثم فتحوا مكة فاسلم الفان وانضموا الى الجيش الاسلامى فاصبح اثنى عشر الف مقاتل فزحفوا على قبيلة ثقيف فتسلل بعض الزهو والعجب بالقوة الى بعض اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قال قائلهم لن نغلب اليوم عن قلة فاراد الله تعالى ان يعلمهم درسا غاليا ان النصر من عند الله وحده وانه ينبغى عليهم ان يعتمدوا عليه وحده فسار الجيش الاسلامى فى الفجر نحو عدوه والنور لم يظهر بعد ودخل بين جبلين فإذا بجيش المشركين يعتلى الجبلين ويمطر المسلمين بوابل من السهام فوجئ المسلمون بهذا فهرب كثير منهم خوفا من هذه السهام المتلاحقةفاختل الصف المسلم وقتل منهم من قتل وجرح منهم من جرح وولى الدبر منهم من ولى كل ذلك من اجل توكلهم على الاسباب وركون قلبهم الى العدد والعدة ( ويوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ) ولكن الله بعد ذلك انزل عليهم السكينة والثبات واعاد الكرة لهم بعد ان تعلموا الدرس الغالى فلم يعتمدوا بعد ذلك الا على الله الذى بيده كل شئ.
وقصة عظيمة ايضا قصها الله علينا فى كتابه الكريم وذلك ان رجلا اعطاه الله من الاموال الكثير و جعل له جنتين من اعناب ونخيل ووسع عليه فى الرزق فبدلا من ان يشكر نعمة الله وينسب الفضل لله اغتر بماله واعتمد عليه (ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما اظن ان تبيد هذه ابدا) هاكذا تغللت الاسباب فى قلبه فاعمته عن الواهب المعطى وظن ان هذه الاموال هى سنده وبها يفعل ما يريد وبها يتقى كل شر ونسى ان الامر بيد الله وانه ما شاء الله كان وما لم يشئ لم يكن عندئذ دمر الله جنتيه فاصبح يقلب كفيه على ما انفق فيهاوهى خاوية على عروشها فلم تنفعه امواله التى اعتمد عليها وتوكل عليها .
اذا لابد بعد ان ناخذ بالاسباب ونعد العدة كاملة ان نتوكل على رب الاسباب .
جعلنا الله واياكم من المتوكلين عليه الظانين به ظنا حسنا.