الإسلام وقضايا المرأة(3)
بقلم: د. عصام دربالة
الفصل الثالث
دور المرأة في عمارة الكون
تمهيــد
لا شك في أن للمرأة أدوارًا عظيمة، وهذه الأدوار تصب في حقيقة الأمر في رقي المجتمع وتماسكه, وهي في هذا تتكامل مع الأدوار التي يقوم بها الرجل. فقد خلق الله الرجل والمرأة وهيأ كليهما لدوره في الحياة, ووهبهما الاستعداد العضوي والنفسي لأداء هذا الدور.
ولما كان الرجل والمرأة يتكاملان في أدوارهما فمن الطبيعي ألا تكون وظيفة المرأة تكرارًا لوظيفة الرجل وإلا ما كان هناك معنى لاختلافهما, وآفة الحضارة الغربية اليوم أنها تدفع المرأة لأدوار تكرارية للرجل وتسوقها للعالم تحت شعار المساواة بين الجنسين والتشابه في القدرات العقلية والفكرية, وتصمت بخبث عن جوانب الخلاف بينهما والموجبة لتباين أدوارهما؛ وكان من نتيجة ذلك أن تركت المرأة دورها ووظيفتها الأساسية وخرجت من بيتها لتنافس الرجل في أدواره, وأصبح المجتمع يعاني من شغور وظيفة الأمومة الأصيلة والزوجة الحبيبة بكل ما يسببه ذلك من مفاسد ومثالب.
أما الإسلام فقد أدرك سُنة الخلق, واعترف بأن للرجل وظيفة هي أليق به, وللمرأة وظيفة قد خلقت لها, وهذه النتيجة ليست وليدة اليوم لكنها قديمة قدم البشرية[1]، من لحظة هبوط آدم عليه السلام من الجنة عندما حذر الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام وزوجته من عداوة إبليس لهما فقال سبحانه: (إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ)[2]. وكان متوقعًا من ناحية الأسلوب أن يكون التعبير القرآني(فتشقيا) فالتحذير كان لهما معًا لكن الشقاء خُوطب به آدم عليه السلام فحسب (فتشقى) وهو تعبير موح بمهمة آدم المقبلة وهى مهمة السعي والكد والكدح وما فيه من شقاء وعناء أما المرأة فلها مهمة أخرى مكملة، أبانها الله في قوله تعالى:(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً)[3].
فالمرأة سكن للرجل بعد العناء الذي ناله في سعيه لتوفير سبل العيش, فهذه مهمة أولى، ومهمة أخرى أبانها الله سبحانه في قوله: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً)[4] فالمرأة كما هي سكن للزوج الحبيب فهي وعاء للتكاثر ومحضن لرعاية الابن والحفيد، إذن مهمة المرأة الأصلية والأساسية هي الزوجية والأمومة, وهي مهمة لا تملك أي امرأة في العالم أن تنخلع عنها إلا إذا تخلت عن أنوثتها, وعطلت مشاعرها الغريزية, ومتى فعلت ذلك كنّا إزاء حالة مرضية لا أنثى سوية.
ومجال أداء مهمة المرأة كزوجة وأم يتحدد بطبيعة الحال بالمنزل ومن ثمَّ كان هذا عملها وتلك وظيفتها، رعاية زوجها وأبنائها وحفدتها، وإذا كان الزوج يكد خارج منزله في عمله فالزوجة كدها وعملها في بيتها, فلكل منهما عمل يتناسب مع التكوين الفطري لكليهما, ويتوافق مع التكاليف المطلوبة من الرجل والمرأة، وبما يحقق صالح الأسرة وصالح المجتمع وصالح الأجيال.
لم يحصر الإسلام مفهومه للعمل فيما يتم خارج المنزل وما ينال عليه الإنسان أجرًا في نهايته فحسب فهذا تحكم لا دليل[5] عليه: لأن العمل في حقيقته هو الذي يبذل فيه الجهد البدني أو العقلي أو كلاهما معًا ليؤدي خدمة معينه للبشرية أيًا كان المكان الذي يتم فيه، وأيًا كانت صورة الأجر الذي يُعطى عليه.
ولذا طالب الإسلام المرأة أن تقوم بدورها في بيتها وهي معتزة بذلك مزهوة به, لم يقل الإسلام أبدًا إن المرأة مخلوق بلا عمل, أو كائن معطل، ولكن حَدَّد لها عملًا تنفرد به واحتفى بذلك وقدره وما ذلك إلا لأهمية هذا الدور وحيويته ليس للمرأة فحسب ولكن لكل البشرية, فالبشرية بداهة لا يمكن أن تستغني عن الأم أو الزوجة, ولننظر لتلك المهمتين بقدر من التفصيل اللائق بهما لنعرف أهميتهما وخطورة إهمالهما.
قبل أن نتكلم عن الأدوار الأخرى للمرأة وذلك عبر ثلاثة مباحث كالأتي:
- ·المبحث الأول: مهمة الأمومة.
- ·المبحث الثاني: مهمة المرأة كزوجة.
- ·المبحث الثالث: مهمة المرأة خارج بيتها في خدمة مجتمعها.
% % %
المبحث الأول
مهمة الأمومــــة
لاشك في أن مهمة الأمومة من أخطر المهام؛ وذلك لأن الأم إنما تتعامل مع الإنسان في بداية تصفحه للحياة وقدومه إليها وتصحبه يومًا بعد يوم وساعة بساعة حتى يشب ويستطيع أن يستكمل رحلة الحياة قويًا وصحيحًا جسدًا ونفسًا، عقلًا وقلبًا، وإذا ما قارنا بين مهمة الرجل ومهمة المرأة لوجدنا أن مهمة المرأة لا تقل علوًا وسموًا[6], فالرجل سواء كان زارعًا أو صانعًا أو تاجرًا فهو يتعامل مع الأشياء يزرعها أو يصنعها أو يتجر فيها.
أما المرأة فهي تتعامل مع الإنسان الذي خلقت لخدمته هذه الأجناس من الأشياء فهي تتعامل مع الإنسان كروح يسكن إليها فتريحه وتسعده وترضيه، وتتعامل معه كأم منذ كان جنينًا أولًا وترضعه ثانيًا وتحضنه وتبث فيه المثل العليا ليقابل الحياة مزودًا بمبادئ القيم التي تصوغها في نفسه وُتشربها قلبه ثالثًا، إذن فالمرأة تتعامل مع الإنسان. أما الرجل فتعامله في الغالب في عمله مع دون الإنسان, ولخطورة هذه المهمة في صناعة الأجيال وبالتالي تحديد مستقبل الأمة وقوتها يجعل الإسلام للمرأة دور الأمومة.. الأمومة المتخصصة[7]، والمتخصصة في رعاية الطفولة والمتخصصة بشكل أكبر في رعاية طفولة أبناء أسرتها، فلذات كبدها، وهي بتخصصها ذلك تمنح الطفل حاجته الفطرية إلى الحب والحنان والرعاية فينشأ نشأته السوية التي تتوازن فيها نفسه أو يكون لديها على الأقل استعداد للتوازن المطلوب، وتلك نقطة البدء في تربية الطفل, وهي نقطة بدء خطيرة في حياة البشرية؛ لأنها هي التي ترسم مستقبل البشرية ويمكن القول بغير تردد[8]: إن المجتمع الأمثل ليس هو المجتمع الذي تضطر فيه المرأة إلى الكدح لقوتها وقوت أطفالها، وليس أيضًا هو المجتمع الذي تعطل فيه أمومتها وتنقطع لذاتها وتنصرف لمطالبها وأهوائها, وليس هو المجتمع الذي ينشأ فيه النسل بغير أمومة، وبغير أبوة وبغير أسرة كأنه محصول من محاصيل الزراعة التي تتولاها الدولة نيابة عن الجماعة البشرية، أما المجتمع الذي يدفع المرأة دفعًا للتخلي عن مهمة الأمومة ويُحقر هذه المهمة إليها ولا يعدها لتحمل تبعاتها،مثل هذا المجتمع يجنى على نفسه كما يجنى على النشء الوليد فضلًا عن أنه يجنى على المرأة ذاتها، ومن غرائب وخطايا الحضارة الغربية أنها رفضت مبدأ الأم المتخصصة وحاربت من أجل أن تكون المرأة عاملة وعلى قدم المساواة مع الرجل بدعوى تحقيق استقلالها الاقتصادي عنه وتحقيق ذاتها وإرضاء طموحاتها،لا يهم بعد ذلك أن تقوم بدورها كأم متخصصة فقد صارت أمًا عاملة، أما الأطفال فالحل كما قدمه الفكر الغربي الأم البديلة لقاء أجر معقول، وإذا كان الأمر سينتهي عند المغرمين بتقليد الغرب بأن تحل الأم البديلة محل الأم الأصلية لقاء دراهم معدودة فلنا أن نتساءل: لماذا إحلال امرأة محل امرأة في مهمتها الأصلية في رعاية الأبناء؟ وما الحكمة في أن تترك كل أم منهما أبناءها هذه لتعمل خارج بيتها والأخرى لترعى أبناء غيرها؟وأي فائدة تعود على تلك التي تركت أبناءها لغيرها.
ومما لا شك فيه لن تكون رعاية المربية لهم كرعايتها وسوف تبدد جزءًا من أجرها مقابل جهود الأم البديلة فضلا عما تتكبده من نفقات الانتقال إلى عملها والأنفاق على مظهرها وزينتها بحيث تجد نفسها قد أضنت نفسها وأجهدت جسدها دون مقابل مادي يذكر, وعندما تعود لمنزلها تعود للقيام بأعبائها كزوجة وكأم أصلية بعد انصراف الأم البديلة، أي فائدة تجنيها المرأة التي تركت مهمتها الأصلية كأم متخصصة لأطفالها؟ لماذا تتخلي عن دور الأم الحنون لطفلها والذي حتمًا سيفتقد هذا الحنان أثناء خروجها للعمل وبقائه مع الأم البديلة أو في الحضانات النموذجية, فالمربية أو الحضانة قد تكون أمينة وقد تكون نظيفة ولكن لا يمكن أن يكون لها قلب كقلب الأم الأصلية؛ ولا يمكن أن تبث الطفل حنانًا حقيقيًا, ولكن غاية الأمر أن تقدم له حنانًا مصطنعًا مزيفًا لا يشبع نهمه ولا يطمئن قلبه, ومن ثم يعاني من الاختلالات النفسية مهما بلغت العناية به لأنه لا يجد الحنان الضروري والذي لا تفرزه إلا الأم الحقيقة لا الحاضنة التي تقوم بوظيفة أم[9].
ما أبأس مصير الأطفال في ظل هذا النظام فهم إما يكونون مع أم بديلة في الحنان شحيحة، أو سيتركون مع الجدة أو الجارة أو سيكونون في انتظار الأبوين لحين عودتهما من العمل، إما ينتظرون في عرض الطريق أو ينتظرون داخل المنزل حيث الوحدة ودون راع أو رقيب، وكما لم نجد حكمة أو فائدة حقيقية كاملة في نظام الأم البديلة سواء للأم الأصلية أو الطفل المسكين الضحية، فإننا لا نجد فائدة حقيقية تعود على المجتمع من ذلك النظام البئيس، فالمجتمع يدفع الثمن من مستقبله من جراء الاختلالات النفسية والأمراض الاجتماعية التي تنجم حتمًا عن هذا الخروج غير المبرر للمرأة عن مهمتها الأصلية، لكن بالإضافة لذلك فالمجتمع يتحمل أعباء هذا الخروج؛ فعليه أن يُنشئ الحضانات لاستقبال الأطفال وعليه أن يمنح المرأة أجازات للحمل والوضع والرضاعة ولا شك في تأثير ذلك على حسن سير العمل في تلك المرافق العامة التي تعمل فيها المرأة ولكن ما الفائدة في المقابل؟.
ويزداد الأمر غرابة عندما يكون هذا المجتمع يعاني الشباب فيه من البطالة فيظل الرجال عاطلين والنساء تاركين لمنازلهن ولأبنائهن فلا النساء بقين لأداء مهمتهن الأساسية ولا الرجال وجدوا فرصة عمل حقيقية فكيف يتقدم مثل هذا المجتمع؟؟
وإذا كان الأمر كما ذكرنا والصورة كما وصفنا فلنا أن نعجب من إصرار بعض المسئولين على محاكاة التجربة الغربية في هذا الصدد وكأن في ذلك التقليد الأعمى طريق التقدم والازدهار، ولنستمع إلى ما أعلنه وزير الدولة الأسبق للتنمية الإدارية -لا فض فوه– مبشرًا: “أنه من الضروري استحداث نص قانوني يقضي بإنشاء دور حضانة في مختلف الأحياء تمولها الدولة إلى جانب نسبة من أرباح كل منشأة موجودة في الحي وسوف تفيد دور الحضانة على مستوى الحي العاملات أيًا كان موقع عملهن، كما تقرر الاهتمام بتنفيذ فكرة الأم البديلة لتوفير الفرصة للمرأة الأم للذهاب إلى العمل”.[10] أ.هـ.
ويزداد عجبنا عندما تترامى إلى أسماعنا أنباء المظاهرات النسائية في أمريكا منادية بعودة المرأة إلى بيتها وإلى وظيفتها الأصلية بينما نحن هنا في بلادنا يبشرنا وزير الدولة للتنمية الإدارية بقرب تطبيق فكرة الأم البديلة..!!
ما أتعس الطفولة حين تنشأ في ظل الأم البديلة.. والحنان الصناعي والرضاعة الصناعية، ولا عجب بعد ذلك عندما تطالعنا الصحف يومًا بعد يوم بجرائم الأبناء في حق الأمهات، أما عندما يكون الحنان طبيعيًا متدفقًا من الأم الحانية فهنا تسمو العلاقة بين الابن وأمه وبدلًا من نماذج العقوق والجحود ستسود نماذج البر والصلة والحب تمامًا كما كان الرعيل الأول في سيرته[11], ولنا أن نتذكر الصحابي الجليل أبا هريرة الذي كان ما إن يغادر منزله لحاجته حتى يقف على باب بيت أمه وينادي عليها (السلام عليك يا أماه ورحمة الله وبركاته فتقول وعليك يا بني ورحمة الله وبركاته فيقول: رحمك الله كما ربيتني صغيرًا فتقول: (رحمك الله كما بررتني كبيرًا) ولنا أن نتذكر الإمام “محمد ابن سيرين” الذي ما كان يكلم أمه قط إلا وهو يتضرع وكأنه يكلم أميرًا لا ينتصف منه.
وهذا “أبو الحسن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب” والمسمى “بزين العابدين” وكان بارًا بأمه فقيل له إنك من أبر الناس بأمك ولسنا نراك تأكل معها في صحفة واحدة فقال: “أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها، فأكون قد عققتها”, وهؤلاء هم الذين تربوا في المدرسة الإسلامية وتشربوا المنهج الإسلامي ونشئوا على المائدة القرآنية فنهلوا من قوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)[12]، وهم الذين تشربوا بوصية النبي × لمن سأله عن أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟قَالَ: “أُمُّكَ, قَالَ ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ, قَالَ ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ, قَالَ ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أَبُوكَ”[13].
فهؤلاء أهل البر الذين استجابوا لأمر النبي × حين قال: “بِرَّ أمكَ وأباكَ وأختَكَ وأخاكَ ثم أدناكَ أدناكَ”[14].
([1]) راجع خواطر الشيخ الشعراوى مقال “والقضية باطلة” لجريدة الأخبار اليومية 19/2/1999م بالصفحة الأخيرة.
([2]) سورة طه: الآية 117.
([3]) سورة الروم: الآية 21.
([4]) سورة النحل: الآية 72.
([5]) في ذلك راجع منهج التربية في الإسلام م.س ج2 ص351.
([6]) من خواطرالشعراوي مقال “القضية باطلة” م.س
([7]) راجع منهج التربية الإسلامية م.س ج2 ص 108.
([8]) المرأة في القرآن الكريم م.س ص70.
([9]) هذا ما أوردته أحدي الغربيات وهي أنّا فرويد في كتابها أطفال بلا أسر، راجع في ذلك منهج التربية الإسلامية م.س ص313.
([10]) في تصريح للدكتور محمد زكي أبو عامر وزير الدولة للتنمية الإدارية الأسبق لجريدة الأهرام 20/11/1999م.
([11]) راجع مزيداً لهذه النماذج ومزيداً عنها في عودة الحجاب م.س ج2 ص175.
([12]) سورة الأحقاف: الآية 15.
([13]) متفق عليه.
([14]) أخرجه الحاكم وأحمد وسنده صحيح ذكره الألباني في إرواء الغليل.