بقلم د/ ناجح إبراهيم
جاء أعرابي في موسم الحج وبينما المئات يتضلعون من ماء زمزم الذي هو ” طعام طعم وشفاء سقم ” إذا به يبول في بئر زمزم العظيم ، فأوشك الناس أن يقعوا به لولا أن حكيماً منهم قال : دعوه .. وسأله ما حملك علي فعل ذلك ؟ فقال : أردت الشهرة ولو من باب التبول في زمزم .
وهذا الصنف ذاع صيتهم وكثر عددهم هذه الأيام .. هؤلاء الأقزام الذين يريد كل واحد منهم هرما بغير علم ولا بذل ولا فكر ولا فقه.. فيعمد بعضهم إلي المغالطات الفجة و الكذب المفضوح،وينشأ في أوساط مريبة ،ويعمل لحسابات مريبة ويؤدي أدواراً مريبة في حقبة تاريخية مريبة .
وهؤلاء كلما لفظهم المجتمع المصري المتدين بطبعه عادوا إليه ثانية .. وهؤلاء لا يجدون سوي”الإسلام أو القرآن أو السنة أو الرسول أو الأزهر الشريف ” فيميلون عليه ميلة واحدة مستضعفين إياه غافلين عن حماية الله له .. فكل ما سوي ذلك محصن ومستغلق أمامهم لا يستطيعون الاقتراب منه فضلاً عن التصوير أو النقد .
ومن بين الأعراب الذين يتبولون دوماً في زمزم من قبل ومن بعد وحتي اليوم ” سيد القمني ” صاحب كتاب ” الحزب الهاشمي ” والذي ينكر فيه نبوة النبي “صلي الله عليه وسلم ” زاعماً أن بني هاشم ألفوا معه قصة النبوة والرسالة ليصنعوا جاهاً لهم يتفوقون به علي قبائل قريش .
واليوم يطل من جديد علي المجتمع المصري ليتبول في زمزم أخري بعد أن لفظه الشعب المصري طويلاً فيدعي أن ” الأزهر مؤسسة إرهابية ” وذلك ضمن جوقة تعزف نشازاً وتدور حول ثلاثة أهداف هي:”الإسلام نفسه هو الإرهاب أو علي الأقل السبب فيه ،أو القرآن والسنة أو علماء المسلمين الأفذاذ هم سبب الإرهاب ، فإن لم يكن السبب في هؤلاء جميعاً فالأزهر هو الإرهاب نفسه ” .
لقد قتلت وشوهت أمريكا البروتستانتية قرابة نصف مليون ياباني بقنبلتين ذريتين أسقطتهما علي هيروشيما ونجازاكي في ساعات معدودة ولم يقل أحد أن المسيحية البروتستانتية هي السبب .
وقتل هتلر وتسبب في قتل قرابة 16 مليون مواطن عسكري ومدني في الحرب العالمية الثانية ولم يقل أحد أن دين الألمان أو جنسهم هو السبب .
وقتل الفرنسيون الكاثوليك في الجزائر مليون مواطن واحتلوا البلاد وأذلوا العباد فلم يقل أحد أن الفاتيكان هو السبب .. وهكذا فالأمثلة أكثر من أن تحصي وتعد .. فالأديان ورسل الله كلهم بلا استثناء يدعون للحلم والعفو والصفح والسلام والرفق والرحمة والأخلاق الكريمة وكل القيم النبيلة .
لقد كانت خرافات وخزعبلات القمني وأشباهه سبباً في ” كسر الأزهر لصمته” الذي طال ولحلمه الذي عرف به وعفو شيخه د/ أحمد الطيب الذي ما عرف الأزهر شيخاً حليماً عفواً عفيفاً صبوراً مثله .
لقد صدر بيان الأزهر وهيئة كبار علمائه برئاسة د/الطيب ليقول لهؤلاء جميعاً “أن للصبر حدود ” وأنهم ليسوا بشجعان ولا أبطال ” ولكنهم ” نمور من ورق ” نفخ فيهم إعلام مضلل لا يبغي مصالح الوطن والدين ويحمل رايته بعض الكارهين للدين والقافزين عمداً ومع سبق الإصرار من نقد الحركة الإسلامية الغير معصومة إلي نقد الإسلام المعصوم .
ومن بين هؤلاء القمني ” مزور الدكتوراه ” والذي تحداه أكثر من عشرين كاتباً منذ سنوات أن يظهر رسالة الدكتوراه وشهادتها ،فلم يفعل .
ومن مضحكات مصر المبكيات أن يمنح القمني التقديرية في العلوم الاجتماعية ” وهو أرفع وسام مصري” وقد تم ذلك في غفلة من الزمان ومجاملة لكل من يطعن في الإسلام ، دون أن يدري العلماء المشتغلين بالعلوم الاجتماعية ما هي إسهامات هذا القمني في هذه العلوم سوي كتب هزيلة سقيمة مثل ” الحزب الهاشمي ” والذي أشار إليه بيان هيئه كبار العلماء وعرض فكرته السقيمة .. ولقد كان الأزهر في غني عن ذلك لأن المئات من العلماء ردوا عليه من قبل لولا عودته للتطاول علي ثوابت الإسلام.
والأخطر من ذلك أن يرشح البعض القمني لجائرة الملك فيصل لخدمة الإسلام هذه الأيام .. وهؤلاء في الحقيقة نسوا أن يرشحوا مع القمني للجائزة “أبا جهل وأبا لهب “.. إذا أعجبكم القمني لهذه الدرجة فامنحوه الجوائز من أموالكم لا من أموال المسلمين الذين يحبون دينهم ورسولهم وقرآنهم ويقدرون علمائهم وأئمتهم وأزهرهم .
مقالات الرآي تعبر عن رآي الكاتب وليس بالضرورة أن تعبر عن رآي الحزب