لا تتجاهل ما بين السطور فهناك الكثير من الحقائق ..
كنت في غاية العجب عقب الثورات العربية وكنت كثيرا ما أسأل نفسى كيف تخلي الغرب وبالأخص الولايات المتحدة الأمريكية عن الحلفاء والأصدقاء بهذه السهولة وظللت فترة طويلة أقرأ وأبحث عن تصريحات الساسة الغربيين عقب الثورات العربية كانت كلها كلمات وعبارات متضاربة وهنا قررت الرجوع إلى الوراء فبحثت عن الحوارات التي أعقبت أحداث الحادي عشر من سبتمبر هناك وجدت ضالتي كلمات قليلة ولكنها تعني الكثير أحد أعضاء الكونجرس الأمريكي يتحدث في ورشة عمل أو خلية أزمة تناقش الأسباب التي دفعت هؤلاء الشباب لمهاجمة الولايات المتحدة الأمريكية فقال هذا الرجل ( ينبغي علينا أن ننتقل وبسرعة من مرحلة صناعة الحليف إلى مرحلة صناعة الأدوات )
ولقد لقي هذا الإقتراح استحسان الجميع و تم ترجمة هذا الكلام في تصريحات كونداليزا رايز وزيرة الخارجية في هذا الوقت في معرض حديثها عن الفوضي الخلاقة والشرق الأوسط الجديد والصورة التي حاول الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن يلفت نظر الشعوب في منطقة الشرق الأوسط أن إدارته تختلف عن إدارة بوش وأن نشر الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان هي من أهم أولويات إدارته ..
كانت هذه هي رسالة الإدارة الأمريكية وفي نفس الوقت كانت هناك رسائل خطيرة تخرج من الشرق الأوسط ومن أهم بقعة ( مصر) عقب ثورة يناير والتي كانت محط أنظار العالم كله الجميع يتابع ويرصد ويحلل ويترقب ويتصيد حتي كانت الواقعة التي جعلت الجميع يعيد حساباته في الداخل والخارج هل تعلمون ما هي هذه الواقعة ؟
#جمعة قندهار ..
هكذا أطلق عليها الإعلام المصري هذه الجمعة التي اهتزت فيها مصر يوم 29 يوليو 2012 هذه الجمعة التي خرج فيها التيار الإسلامي بكل مكوناته يزحفون من كل بقعة في مصر من الشرق والغرب والشمال والجنوب صوب العاصمة وإلي ميدان التحرير كان يوما مشهودا وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير هذه الحشود العظيمة وهتافهم المزلزل والأعلام والرايات والخطابات والبيانات والعالم يراقب في وجل هذا الحدث الخطير والأمر الجلل وهذه الكارثة التي وقعت فيها الحركة الإسلامية والتي دفعت الجميع في الداخل والخارج للتكاتف والعمل علي التخلص من هذا الشر الذي يلوح في الأفق العالم كله يشاهد الإسلاميين وهم كتلة واحدة ولكن عند تقريب الصورة ستجدهم متفرقين فعدد المنصات واختلاف المطالب يقول بكل وضوح أن الشرخ كبير حتي ولو كانت الصورة عكس ذلك ..
ربما يسألني أحدكم لماذا رجعت إلي هذه الواقعة وما هي علاقتها بعنوان مقالك بين السطور ؟
أقول لك لأن جمعة قندهار كانت بين السطور في حديث الساسة الغربيين وقد غيرت الدفة تماما فمن كان يؤيد حق الشعوب العربية في الحرية والعدالة الاجتماعية والمشاركة فى الحكم بعد هذه الواقعة تغيرت رؤيته قال أحدهم أردنا دعم الشعوب العربية في مجال الحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية ولكن بعد جمعة قندهار لا بد أن ندق ناقوس الخطر فنحن أردنا التغيير السياسي في منطقة الشرق الأوسط حتي نقضي علي منابع الإرهاب الذي من أهم أسبابه الظلم الإجتماعي ولكن أن يكون البديل ما شاهدناه في جمعة قندهار فهذا هو الخطر بعينه لقد اختفى العلم المصري الذي ظل طيلة أيام الثورة وحل محله أعلام القاعدة وكثرت الدعوات عن الجهاد إن الأصدقاء اليهود يشعرون بالقلق بعد هذه الهتافات التي خرجت ضدهم من ميدان التحرير ..
قرأت هذه الكلمات بين السطور وشعرت بحزن شديد علي حالنا ..متي نستطيع العمل للإسلام بالعقل وليس بالحناجر والهتافات ؟
الأسلام كنموزج لحياة الأمة يحتاج إلى رجال عندما يراهم الناس يدركون أن الأمل معهم القضية ليست قضية فتح صدر كم يقول العامة ولكن عقول تعي وتفكر وتعمل النبي صلى الله عليه وسلم عندما دخل علي المشركين وهم يتصارعون علي من ينال شرف وضع الحجر الأسود مكانه وأقترب الأمر من صراع مسلح بين أهل مكة فخلع صلى الله عليه وسلم ثوبه ووضع الحجر عليه وقام زعيم كل قبيلة وأمسك بطرف الثوب وانتهت القصة .. لماذا لم نطبق هذا المنهج النبوي علي الواقع المصري عقب الثورة ؟
أسأل الله العظيم أن يغير حالنا إلى أحسن حال وأن يلهمنا رشدنا .
بين السطور

التعليقات