القائمة إغلاق

لماذا العلماء

بقلم / علاء العريني 
منذ أن ظهر نور الإسلام وأضاء الدنيا كلها وانطلقت جحافل المسلمين تخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة وبعد أن استقرت دولة المسلمين ظهر دورالعلماء الذين كان لهم المكانة الكبرى فى الدولة والمجتمع الإسلامى لحماية الدين والحفاظ على الهوية وكان فى طليعة العلماء صحابة النبى صلى الله عليه وسلم الذين انتشروا مع الفتوحات الإسلامية فى كل مدينة يفتحها الجيش الإسلامى لحكمها وإدارتها ونشر العلم والهدى فى الأمة وفى الشعوب المسلمة وأصبحت المدن الإسلامية تعج بالمدارس العلمية ونظرا للدور العظيم للعلماء فى المجتمعات المسلمة والذى لا يقل عن دور الساسة والقادة فقد أعطى الإسلام للعلماء استقلالية يتمتعون بها لقد أقر الإسلام بمبدأ الفصل بين السلطات وهو من أهم وأول المسائل الشرعية السياسية التى نفذها الصحابة بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم فى عهد الصديق رضى الله عنه تولى الفاروق القضاء وتولى أبو عبيد ابن الجراح بيت المال وامتد هذا الإستقلال ليشمل العلماء بأرائهم الفقهية والسياسية ليمارسوا دورهم فى الرقابة والإرشاد والتوجيه والنصح للحاكم وكانت السلطة متمثلة فى الخليفة الصديق هى التى عملت على تعزيز الدور الرقابى للعلما بل ولكل المسلمين لذلك افتتح الصديق رضى الله عنه أول خطبة له بعد توليه خلافة المسلمين ( أما بعد أيها الناس إنى وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينونى وإن أسأت فقومونى ) رسخ الصديق بهذا الخطاب العظيم هذا المبدأ وسار الخلفاء من بعده على هذه السنة الراشدة ليصبح مبدأ استقلال العلماء سمة راشدة يتميز بها النظام السياسى فى الدولة الإسلامية ليصبح للعلماء الدور الرائد فى ترشيد أداء السلطة وضبطها ولقد استمر العلماء فى القيام بهذا الدور طوال عصر دولة الخلافة وارتبط دورهم بوجودها وبقائها وقد دونت كتب التاريخ نماذج لا تعد ولا تحصى لدور العلماء فى ترشيد وتوجيه السلطة إلى أن سقطت الخلافة الإسلامية ووقعت الإمة تحت الإحتلال فقد أدرك الإحتلال من اللحظة الأولى خطورة العلماء ودورهم وخطورة استقلال أرائهم وفتاويهم والتى تهدد نفوذهم لذلك سارع المحتل لتأميم العلماء فأنشأ المؤسسات الشرعية الوظيفية وذلك لضبط دور العلماء وإدماجهم ضمن المنظومة السياسية التى أقامها المحتل لتصبح الفتاوى والأراء الشرعية فى خدمة أهدافه وذلك بحجة التطوير والإصلاح لذلك فإن ما نشاهده اليوم من ضعف العلماء وعجزهم عن القيام بدورهم خصوصا مع هذه التحديات التى تمر بها الأمة هو نتيجة طبيعية لما قام به المحتل واستمر بعد ذلك عزل العلماء عن الجماهير إما بالترهيب وإما بالترغيب 
هل علمنا الآن لماذا العلماء ؟

التعليقات

موضوعات ذات صلة