إن من مظاهر حب الدين وتعظيمه في قلوب المسلمين.. تقديسهم للقرآن وحبهم للنبي صلى الله عليه وسلم..وهذه المظاهر ينبغي أن تكون مدخل الدعاة إلى قلوب عامة المسلمين.
فهذه القلوب ليست قلوباً مُعرضة عن الله,ولكنها قلوب تحتاج إلى من يوقظها من نومها وينبهها من غفلتها..عندئذ سرعان ما تجدها طائرة إلى الله شوقاً وحباً,رغباً ورهباً.
ومن أنفع مداخل الدعوة وأجداها أن نعلم المسلمين أن هذا القرآن الذي نقدسه ونتبرك به لم ينزل لمجرد التقديس والتبرك, وإن كان هو مقدساً مباركاً لم ينزل لكي يعلق في السيارات أو يوضع في علبة مزخرفة في البيوت طلباً للبركة واستدفاعاً للشر,وإن كان هو بحق يجلب البركة ويدفع الشر.
ولكن نزل هذا القرآن لنتدبره ونتذكره..يقول تعالى” كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ”.
نزل لكي يغير حياة البشرية ويخرجها من ظلمات العبودية لغير الله إلى نور التوحيد والعبودية لله وحده..يقول تعالى” وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا”.
فينبغي أن نعلم المسلمين أن هذا القرآن نزل لننستهدي به, ونلتمس فيه حياةالقلوب.
وهذا لا يحصل إلا بتدبر مواعظه والإستشفاء بما فيه من علاج لآفات النفوس وأمراض القلوب..والإهتداء بهده وطلب الرحمة به” يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ”.
فعلى الدعاة إلى الله أن يعلموا الناس دور القرآن في حياتهم,وأنه نزل ليكون منهاج حياة ويصلح العقائد,ويعلم كيف العبادة,ويرشد إلى مكارم الأخلاق,وينظم حياة الناس الخاصة والعامة.. ويرشدهم إلى ما فيه صلاح دنياهم وآخرتهم…وإلى ما فيه سعادتهم في الدارين.
وعلى الدعاة إلى الله أن يبينوا للناس واجبهم تجاه هذا القرآن الذي أحبوه وقدسوه وعظموه..فيعلموهم:
أن القرآن رسالة ربهم إليهمأمة وأفراداً
وأن عليهم أن يقرأوا رسالة ربهم ويسمعوها ويتدبروها ويعملوا بما فيها..
وأن التقصير في ذلك هو من سوء الأدب مع من أرسل الرسالة.
.وأن التقصير هو مما جعل النبي صلى الله عليه وسلم ـ يشكونا إلى الله” وَقَالَ الرَّسُول يَا رَبّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآن مَهْجُورًا”.
أخي الداعية: بقدر تقديسك للقرآن وحبك له وحرصك على تلاوته وحفظه وتدبره وتعلمه والعمل بما فيه..بقدر ذلك كله يكون صلاح دينك ومن ثم نجاحك وتوفيقك في الدعوة إلى الله..فاجعل القرآن دائما في قلبك وعلى لسانك وجوارحك..وتخلق بأخلاقه واتخذه لنفسك منهاج حياة.