شعر / الشاعر الكبير الأستاذ محمد فايد عثمان
مُشَيِّعُوكَ لِدَارِ الخُلْـدِ يَا ( حَسَـنُ )
دِيْنٌ وتَقْـوَى وَصَبْـرٌ فَوقَ مَا وَزَنُـوا
…
وَالرَّكْبُ يَسْـعَى بِهِ مَنْ كَانَ قَاتِلَكُـمْ
يَبْكِي وَجَانٍ وَمَسْجونٌ وَمَنْ سَجَنُوا
…
وَلِـ ( الثَّكَالَى )نَشِـيْجٌ لَيْـسَ نُخْطِئُـهُ
تَحْتَ النِّقَاب البَوَاكِي هَدَّهَا الشَّجَنُ
…
وَمَـنْ تَعَجَّلْـتَ عِندَ الضَّيْـمِ حَاجَتَـهُ
وَسـَارَعَتْ تَحْتَوِي مَا يَشْتَكِي المُؤنُ
…
( وَالأُمُّ ) فِي صُحْبَةِ القُرْآنِ خَاشِـعَةً
إِلَيْـكَ تَسْـعَى وَبَكَّاءٌ هُـو ( الوَطَـنُ )
…
شَـهَادَةٌ فِـي اقْتِضَـاءِ الحَـقِّ وَاجِبَةٌ
فِي مَشْـهَدٍ للـوَدَاعِ … الكُلُّ مُؤتَمَـنُ
…
وَإخْوَةٌ فِي طَـرِيْقِ الحَـقِّ لِنْتَ لَهُـمْ
وَمَا تَنَـاءَتْ بِكُـمْ فِي صَبْرِكُـمْ إِحَـنُ
…
كُنْتُمْ رِجَالاً وَعَيْنُ ( الله ) تَحْرُسُكُـمْ
وَكَمْ مُصَابٍ ولا و ( الله) ما وَهَنُـوا
…
فَكُلُّكُـمْ فِي سَـبِيَلِ ( الله ) مُحْتَسِبٌ
مَا إِنْ جَزِعْتُـمْ وَلا مَـادَتْ بِكُـمْ فِتَـنُ
…
آمَنْـت بِـ ( الله ) لا عَيْـنِي بِمُسْـعِفَةٍ
يَـوْمَ الـوَدَاعِ وَلا جَفْـنِي لَـهُ سَكَـنُ
…
قَدْ يُدْرِكُ الدَّمْعُ فِي الأحْدَاقِ مَخْرَجَهُ
وَتَذْرِفُ العَـيْنُ مَا أَمْـدَى لَهَـا الحَـزَنُ
…
فَمَنْ لِقَلْبٍ لَهُ فِي الصَّـدْرِ شَـنْشَـنَةٌ ؟
وَمَنْ يُوَاسِـي وَهَذَا القَلْـبُ مُرْتَْهَـنُ ؟
…
يَا مَـنْ حَمَلْتُـمْ عَلَى الأعْـوادِ سَــيِّدَنَا
وَمَنْ دَفَنْتُـمْ فَهَلْ يَدْرُونَ مَـنْ دَفَنُوا ؟
…
حَمَلْتُـمُ مِـنَ رِجَـالِ الحَـقِّ ذَا ثـقَـةٍ
وَصَـابِرًا لَـمْ تَنَـلْ مِنْ عَـزْمِـهِ مِحَـنُ
…
يَا أَيُّهَـا ( الغَرَبَـاوِيُّ ) الذِي صَـدَقَتْ
فِي صَبْـرِهِ دُرَرُ الآيَـاتِ … والسُّـنَنُ !
…
سِـتُّونَ طَعْنًـا ( قُضَاةُ الحَقِّ) مَا لأهُـمْ
بِالدَّسِّ والغَدْرِ مَنْ فِي حُكْمِهِمْ طَعَنُوا
…
لا ذَنْـبَ إلا يَـدٌ بالبَطْـشِ … غَاشِـمَةٌ
وَضَـائِقٌ مِـنْ صُـدُورِ القَـومِ مُحْتَقَـنُ
…
وَعِشْتَ مَا عِشْتَ مَا لانَتْ لَكُمْ هِمَمٌ
وَلا تَدَنَّيْـتَ … أو أَوْدَى بِكُــمْ وَهَـنُ !
…
حَـتَّى تَجَـاوَزْتَ مَـا السُّلْطَـانُ قَــرَّرَهُ
مِنْ جَائِرِ الحُكْمِ وَاسْتَخْزَى بِكَ الوَثَنُ
…
مَـا أثْمَـنَ العُمْـرَ والجُـدْرَانُ تَسْحَقُـهُ
وَحَـائِرٌ فِـي رِضَـاكَ السِّـرُّ وَالعَلَـنُ !
…
وَدِيْعَةُ ( الله ) مَا قَدَّمْتَ يَا ( حَسَنُ )
وَجَنَّةُ الخُلْــدِ فِي الأخْرَى هِى الثَّمَنُ
___________________
محمد فايد عثمان