القائمة إغلاق

فخر النساء


شعر / سلطان إبراهيم 
تبكي المكارم فَقْدَ أمِّ الهيثم** رمز الثبات على الطريق الأقوم 
فخر النساء الصالحات بعصرنا** نهر السخاء وأم كلّ اليُتَّمِ
زين الحرائر سوف يبقى ذكْرُها ** نورا يشع سناه بين الأنجمِ
من ذا يوصِّف فضل سيدة غدت ** علما على درب الفداء الأعظمِ
ما زال روض وفائها متفردا ** وزهوره تحذي أريج تَكَرُّمِ
مُذ أبصرت درب الهدى قد أسرعت ** في السير لم تجبن ولم تتوهمِ
وزلازل الأحداث كم عصفت بها ** فسمت جبال العزم لم تتحطمِ 
تحكى البلاءات الطويلة صبرها ** رغم المواجع والأسى لم تحجمِ
تمتدُّ ذكراها تهيج خواطري ** لربيبة الإسلام زوج الضيغمِ
لما ارتضى ( عبود ) منهج ربه ** واختار أن يحيا بعز المسلم 
عرف الطريق فقال :مرحى بالفدا ** وهتفتِ : نعم الدرب درب المنعم 
فمضيتما في رحلة طالت معا ** ورويتما بالدين شوقكما الظمي 
كان البلاء نصيبه فنصرته ** وأبيت وقت الأسر أن تستسلمي
يا نصفه الثاني وتوأم روحه ** قد عشت راضية بما صنع الكمي 
كم ساوموك لكي تخوني عهده ** فأجبتهم : زوجي ويسكن في دمي 
شاركته في جهده وجهاده **وحلا لأجل الله طعم العلقم 
نافحت في شرف ولم تترددي ** في نشر منهجه لمن لم يعلمِ
ورويت للإعلام قصة فارس ** بلسان واثقة فلم تتلعثمي 
ولكم جلوت فظائع الضيم الذي ** يلقاه في قهر الإسار المحكمِ 
كافحت حتى زال موفور العنا ** ولكل جرح كنت أروع بلسمِ 
ومع الحبيب حملت هم رفاقه ** مفتاح خير كنت للمتوسمِ
كم حاجة تضني سواك قضيتها ** كيما يزول الهمُّ عن متجهمِ
وامتدَّ دوحك يستظل به الذي ** يأوي اليه بغير أن تتبرمي
حتى انجلي ليل الأسير وبدره** لحن يطيب لشادن مترنم 
في سكة الإحسان قد مضت الخطى **أكرم بسير المسرع المتقدم 
والقلب قد ذاق الرضا مستعذبا ** عللا وطعم الحمد يعذب في الفم
حتى استتمت رحلة العمر التي ** كتبت وجاء الموت وقت تبسم 
بشرى لها والله نسأل جنة ** يحلو اللقاء بها بدار تنعم 
عبود صبرا أنت من علمتنا ** أن اصطبار المرء أعظم مغنم 
يا رائد الأحرار حسبك ما مضى ** ابشر بسعي طال دون تأثم 
والله حسبك .. حسبها وهو الذي ** يوفي الجزاء برحمة وتَكَرُّمِ

ـــــــــــــــــــ
في رثاء أم الحرائر السيدة الفضلة أم الهيثم زوجة فضيلة الشيخ عبود الزمر وأخت الدكتور طارق الزمر والتي رحلت عن دنيانا بالأمس بعد رحلة طالت مع المرض نسأل الله أن يرحمها رحمة واسعة

التعليقات

موضوعات ذات صلة