بقلم / الشيخ علي الشريف
لم يخرج الاستعمار الصليبى من ديار الاسلام الا بعد أن مكن لعملائه وأتباعه وسلمهم سدة الحكم في ديار الاسلام بعد أن قسموها وأضعفوها وكل ما أرادوا فعله قام به العملاء الخونه من تنحية الاسلام عن الحياة وعلمانية الدولة وإضعافها ومحاربه الدعاة إلى الله والمصلحين والداعين لعودة الاسلام وتطبيق الشريعة الاسلامية ، وقام هؤلاء الحكام المجرمون بالدور المطلوب منهم باخلاص وتفان لا مثيل له وجروا البلاد الاسلامية إلى الحضيض فى كل شئ وانتشر الجهل باحكام الاسلام حتى أنك إذا أردت أن تنصح بعض الناس باشياء كانت قبل ذلك من المعلوم من الدين بالضرورة اتهموك بالتشدد والتطرف والغلو ومن هذه الاشياء مسألة الولاء والبراء والحب فى الله والبغض فى الله فتجد المسلم يصاحب الكافر ويحبه ويستأمنه على كل شئ أو تجده يحب المنافقين العلمانيين الذين لا يحبون شرع الله ولا يعملون به أو تجده يحب الفساق الذين يجاهرون بفسقهم كالممثلين والممثلات والمغنين والمغنيات والراقصات وغيرهم من أهل الفسق والفجور الذين يبغونها عوجا وهذا الفعل يخالف شرع الله مخالفة صريحة بل موالاة الكافرين والمجرمين تدل دلالة واضحة على وهن ومرض فى الايمان وخلل فى العقيدة ، ونحن بدورنا نذكر الآيات والاحاديث التى تنهى عن حب وموالاة الكافرين والمنافقين وقصرها على المؤمنين الصادقين .
(1) — قال الله تعالى ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولائك كتب فى قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه) .
انظر – رحمك الله – كيف نفى الله الإيمان عن هذا الذى يحب الكافرين حتى ولو كان هذا الكافر أو المنافق هو الاب او الاخ أو أحد المقربين ومن ابغضهم هو الذى كتب الله فى قلبه الإيمان وأيده .
(2)– قال الله تعالى ( قد كانت لكم أسوة حسنة فى إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحدة ).
انظر كيف جعل الله لنا إبراهيم عليه السلام أسوة لنقتدى به فى البراءة من المشركين وأن نعلن لهم العداوة والبغضاء الا إذا آمنوا بالله وحده .
(3) — وقال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدى القوم الظالمين فترى الذين فى قلوبهم مرض يسارعون فيهم ) .
وهذا نهى شديد عن موالاة اليهود والنصارى والموالاة هى الحب والنصرة فكل من أحب اليهود أو النصارى ونصرهم وأيدهم فهو مثلهم وأخبرنا الله تعالى أننا سنجد بعض الذين فى قلوبهم شك وهوى للضلال يسارعون فى مودتهم ونصرهم .
(4) — وقال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق ) .
وهذا نهى شديد عن موالاة أعداء الله وأعداء المسلمين فلا يجوز بحال مودة الكفار .
(5) — وقال الله تعالى( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الايمان ومن يتولهم منكم فأولائك هم الظالمون ) .
وهذا نهى أكيد أن يوالى المسلم الكفار حتى ولو كان هذا الكافر هو أباه أو أخاه إنما الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين فمن تولى الكافرين فقد ظلم نفسه وأصبح فى عداد الظالمين .
(6) — ووضح الله تعالى سبب تحريم مودة الكافرين فقال ( إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون ) .
فإن انتصر الكفار على المسلمين وستولوا على ديارهم أذاقوا المسلمين الوان العذاب ولسعوا بكل ما يملكون لتكفيرهم كما هو مشاهد اليوم فى معظم بلاد المسلمين .
(7) — وقال الله تعالى ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ) .
فبمجرد الركون والميل القليل إلى الظالمين تمسك النار ، وانظر إلى الفاء الدالة على السرعة أى ليس هناك مهلة فما أن يركن القلب إلى الكفار حتى يجد ألم النار مباشرة .
(8) — قال الله تعالى ( ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء ) وهذه علة تحريم موالاة الكافرين أنهم يسعون بكل ما يملكون لتكفير المسلمين حتى يستووا فى الكفر ، وهذا دأب كل المجرمين فالزناة يودون لو أن كل الناس تعمل بعملهم واللصوص والسكارى كذلك ، ولذلك تراهم يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا ويسعون لذلك بكل السبل . فمن علامات الايمان حب المؤمنين وبغض الكافرين ومن علامات النفاق حب الكافرين فإن وجدت أحدا يحب الظالمين ويؤيدهم فاعلم أن قلبه به مرض وهوى وضلال وشهوات قد حالت بينه وبين الحق . نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من المحبين للصالحين الكارهين للظالمين .