أبوء لك بنعمتك عليا وأبوء بذنبي
بقلم : طه الشريف
حينما يضيق صدري تأثراً بما يحدثُ حولي في هذه الدنيا العجيبة التي لا تُحسن إكرام المخلصين ولا تكف عن تدليل المجرمين! ولا تتورع في إهانة الصالحين ، ودوما ما نراها تنتشي وتتراقص وهي تُغدق عطاياها على الفاسدين!
لا حل إذاً من أجل الهروب والنجاة من حالتي تلك إلا بإستحضار حكمة الله عزوجل في منحه الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب..حتى !!
حتى.. عُبّاد الأصنام ممن سلبوا العقول فتنسكوا للأحجارٍ والأشجارٍ والكواكب والماشية !
حتى.. اللوطية في نواديهم وقد تشنجت حناجرهم وعلت أصواتهم المنادية بحرية الإنسان فيما يريد بالطريقة التي يحب ويرضى!
حتى.. إخوان القردة والخنازير أحفاد قتلة الأنبياء والمرسلين والمدنسين لمسرى سيد الثقلين ومعراجه!.
حتى.. المتمردين على دستور رب العالمين _شريعته_ صاحب الحق الحصري بأن لا يُحكم في أرضه إلا بشريعة صاحبها وخالقها.
حتى.. العملاء والخونة من بني جلدتنا المهيمنين على مقاليد الأمور عندنا الذين ينفذون أجندة أسيادهم في البيت الأبيض والأسود وهم وكلاء عنهم !.
وحينما إنتهيت من مراجعة حكمته سبحانه وتعالى في منح الفانية لكل الناس_للإختبار والإستدراك!_ دون تمييز منه للصالحين وإلا لكان صاحبُ الحوض والشفاعة أولى بالتمييز! وقد علّمت في جنبه الشريف عيدان الحصير التي ينام عليها!
حينها هدأت نفسي وبدأت أتلمّسُ نِعمَ الله جل في علاه فلم أجد أعظم من نعمة الإسلام العظيم ثم تلمست نعمةً عظيمة داخل صفوف المسلمين فوجدتُ إنتمائي لأهل السنة والجماعة الخلّص في عقائدهم دون إفراطٍ أو تفريط بعيداً عن مغالاة الشيعة وشطحات الجهلة من المتصوفة وزندقة الباطنية ، ثم تلمست نعمة عظيمة داخل صفوف أهل السنة والجماعة فوجدتُني من العاملين لهذا الدين المهمومين بإقامته وإعلاء صرحه ورفع بيارقه ، ثم تلمست نعمة عظيمةً داخل صفوف العاملين لدين الله عزوجل فوجدتُني داخل صفوف الحركة الإسلامية منضوياً تحت رايتهم أسلك طريقاً سلكه الأولين والسابقين ممن دفعوا أعمارهم وضحوا بأموالهم وبذلوا حرياتهم خلف الأسوار والجدر الخرسانية ووجدتُ في مقدمة الصفوف سادتنا وعلماؤننا بن تيمية وبن القيم وسيد قطب وحسن البنا وعبدالحميد كشك وعمر عبدالرحمن وعصام درباله وغيرهم من الصالحين.
فحمدتُ الله عزوجل على نعمه واعترفت له بعظيم ما أنعم به علينا ورددتُ ما ورد في حديث سيد الإستغفار قائلا :
أبوء لك بنعمتك عليا وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.