كانت أمريكا أول دولة تعترف بإسرائيل بعد إعلان الدولة في 15 مايو عام 1948م.. وكانت إسرائيل مدينة لأمريكا بكثير من أسباب وجودها ولكن إسرائيل كانت تضيق بالتقارب الواضح بين أمريكا والضباط الشبان الذين قاموا بالانقلاب في مصر وكانت تخشى على مستقبل علاقتها بأمريكا إذا استمرت العلاقة بحركة يوليو – الثورة فيما بعد – في التطور إلى أن تقوم بمصالحها التي تقوم بها إسرائيل فتستغني عن إسرائيل لصالح مصر.
فكان أن أقام لافون – مدير المخابرات الإسرائيلية في ذلك الوقت- شبكة تجسس في مصر لضرب المصالح الأميركية فتتهم مصر بذلك أو على الأقل التهاون في الإمساك بالمتهمين.
وبالفعل توالت الحوادث بالقاهرة والإسكندرية ضد المصالح الأميركية والإنجليزية وبالفعل توجهت الاتهامات في البداية إلى بعض الوطنيين المصريين ممن اشتهروا بعدائهم لأمريكا وإسرائيل ولكن التحريات أثبتت كذب ذلك وتم الإفراج عنهم, بينتما توالت الحوادث والتحريات إلى أن جاء يوم انفجرت فيه قنبلة في يد شاب كان واقفا أمام سينما في الإسكندرية ينتظر الدخول, أمام البوليس قال الشاب أنه مجني عليه وأنه فوجئ بما جرى وأن أحدهم ألقى القنبلة فكان ممن أصيب في الحادث.
ولكن محاولة الشاب الهروب والاختفاء أثارت حوله الشكوك فلما عرفوا أنه لا مهنة له – عواطلي – تحفظوا عليه وبدؤوا يحققون معه بطريقتهم المعهودة, وهكذا اعترف بالحقيقة وبدأت الشبكة تتساقط الواحد تلو الآخر.. منهم من أقام بالإسكندرية ومنهم من كان بالقاهرة وكانوا يستعملون أسماء مستعارة ولكن رأس التنظيم } برام دار { وكان يتسمى بجان دارك استطاع الفرار إلى إسرائيل, وهكذا حوكم اثنى عشر متهما حضوريا وواحد غيابيا في هذه الجريمة.
وقدمت النيابة العسكرية بقيادة مصطفى الهلباوي المتهمين للقضاء العسكري واتهمتهم بالتجسس لصالح دولة معادية وارتكاب جرائم وصفتها وذلك في 12/1/1955م, ومن الطريف أن رئيس المحكمة كان اللواء الدجوي الذي حاكم الإخوان سنة 1965م وقد حكمت المحكمة بإعدام اثنين والأشغال الشاقة للباقي, وصدّق البكباشى جمال عبد الناصر الحاكم العسكري على الحكم.
وقد قدّم لافون مدير الموساد استقالته زاعما أنه لا يعرف شيئا عن هذا التنظيم أو قل عن هذه القضية كما سمّاها المستشار سمير ناجي الذي حقق القضية.
ومن أغرب الأمور أن السفارة الأمريكية نفسها عادت لتتشفع في المتهمين رغم تحققها من صدق القضية لأنهم بالطبع إسرائيليون , في النهاية أسماء المتهمين كما وردت في الجناية رقم 678 لسنة 1954م عسكرية:
موسى لينو مرزوق – طبيب بالمستشفى الإسرائيلي -.
صاموئيل باطوير عازر – مدرس -.
فيكتور مويز ليفي.
بلاسيه وفيكتورين نينو – الشهيرة بمارسيا موظفة بشركة الفابريكان الإنجليزية-.
ماكس بونيت – موظف بشركة أنجلو جيان -.
فيايب هومان ناثا سمعون – مساعد سمسار -.
روبير نسيم دانا – كاتب تجاري -.
ماير يوسف زعفران – مهندس معماري -.
ماير صموئيل.
شيزار يوسف كوهين – موظف ببنك زلخا -.
فوسير فوجي.