القائمة إغلاق

من أنتم يا شباب

فضيلة الشيخ علي الديناري

لقد كنا نسمع ونقرأ كثيرا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : “إغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وفراغك قبل شغلك وصحتك قبل مرضك وحياتك قبل موتك .. “الحديث أو كما قال صلى الله عليه وسلم وكنا نجتهد أن نعمل به نحن صحبة الشباب

ولكن      

ماكنت أظن أن أيام شبابي سترحل بهذه السرعة !

لكأن أيام المدرج والقسم والمعمل وخيمة الإمتحانات كانت منذ أيام !

هي أجمل أيام العمر على الإ طلاق ..

هي الفترة الذهبية في حياة الإنسان وإن كان لكل فترة طعمها وروعهتا الخاصة

كأن الأيام التي كنا نقف أمام المدرج نتعارف نناقش ونحاور نجادل ونغضب ونهدأ ونثور ونفور نقرر بسرعة وننفذ بقوة كأنها كانت بالأمس

أتخيل هذه الأيام فأجد السور الذي بينى وبينها لاشىء !

أعود فأتمسح بالشباب ..            

أحاول أن أعيش معهم في رحلاتهم ، ومعسكراتهم ، ومعتكفاتهم ،

أنام ـ كما كنا ننام ـ أتوسد ذراعي على فرش المساجد ، وآكل كما كنا نأكل متجاهلا تشديدات الأطباء ونصائح المقربين واعتراضات الجسد …

أفعل ذلك لعلي أحظى بسريان دماء الشباب تتدفق من جديد …

ولكن هيهات

مهما كان تصبح هذه المحاولات كالطعم المكتوب على أكياس الشيبسى بالجمبرى وبالكباب فكذلك حياة بالكاد بطعم الشباب ..

لأجل ذلك أردت أن أكتب إلى إخواني طلاب الجامعة هذه الرسالة القلبية قبل أن يلحقوا بنفس المحطة التي لامفر من نزولها ولاعودة لما قبلها ..

إن أصعب ما في أيام الشيوخ هي العجز عن أعمال صالحة ظل يسّوف فيها الإنسان ويؤجل حتى حال الضعف بينه وبينها ( وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل ) سبأ ولو كان يدرك أن عجلة العمر تجري بهذه السرعة لما فرط فيما فرط فيه !وأجمل لحظات الشيوخ هي التي يتأمل أحدهم فيها ماضيه فيرى من نعمة الله عليه أن استعمله فأعطى زهرة شبابه لمن يستحقه ولا أحد ولاشىء يستحق أن يعطيه الإنسان زهرة شبابه وربيع عمره غير الله الذي أنعم على الإنسان بهذا الشباب وهذا العمر.

إنني أعود أتأمل فأجد الفاقد الذي ضاع من هذا العمر كثيرا

والمأمول الذي يتمنى الإنسان أن ينجزه قبل لقاء ربه أيضا كثيرا .

وإنني أتوسل إلى الله بهذه الكلمات

أن يعينني ويوفقني فيما بقى من عمر لاأدري مالله صانع فيه

لعلي أصلح ماكان في عمر لا أدري ماالله قاض فيه

فإليكم أيها الشباب هذه الرسالة رسالة من زميل لكنه زميل سابق

________________________________________________

من أنتم ياشباب ؟!

هذا سؤال جوهري

إنه سؤال كفيل بتغيير مجرى حياة الإنسان طول العمر .

إنه مفتاح من مفاتيح البحث عن الذات .

أحيانا ـ بل كثيرا ـ ننسى من نحن ؟!

فترانا في وضع عجيب وحال مريب !

ترانا في وضع ليس بوضعنا !

مشغولين بأمور لاتستحق الانشغال !

مهملين أمورا هي من صميم مسؤلياتنا !

منطلقين في ساحات وميادين ليست مياديننا !

خائضين لمعارك ليست معاركنا !

محققين لانتصارات ليست في الحقيقة إلا هزائم ونكسات !!

تائهين ممسوخين عن حقيقتنا وعن هويتنا وأصولنا وجذورنا

مستعبدين لعادات غيرنا وتقاليد سوانا لانريد أن تكون لنا شخصية ولاتميز ولاخصوصية

سامح الله كل من غيب شبابنا عن الحقيقة ..

عن حقيقتنا ..

وعن غايتنا ..

وعن الرسالة التي من أجلها يجب أن نعيش ..

ما الحكاية ياشباب ؟

تعالوا بنا نستكشف على ضوء كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم موضوعا هاما ومحوريا ؟

أحداث تاريخية هامة

في عهد النبي صلى الله عليه وسلم حدثت ثلاثة أحداث مهمة وخطيرة …

نتائج هذه الحوادث الثلاث ستفتح لنا بابا إلى اكتشاف جوهري وضع أقداما كثيرة على بداية الطريق الصحيح من قبل ومازال وسيظل يضع أقداما على المسار الطبيعي الملائم للإنسان والمنسجم مع فطرته وطبيعته .

الحادثة الأولى :.. يتبع

التعليقات

موضوعات ذات صلة