1- وقال ابن القيم : لماكان غض البصر أصلا لحفظ الفرج بدأ بذكره ولماكان تحريمه تحريم الوسائل فيباح للمصلحة الراجحة ويحرم اذا خيف منه الفساد ولم يعارضه مصلحة أرجح من تلك المفسدة لم يأمرسبحانه بغضه مطلقا بل أمر بالغض منه وأما حفظ الفرج فواجب بكل حال لايباح إلا بحقه فلذلك عمّ الأمر بحفظه0وقدجعل الله سبحانه العين مرآة القلب فإذا غض العبدبصره غض القلب شهوته وإرادته واذا أطلق بصره أطلق القلب شهوته0
2- وقال فبدأ بزنى العين لأنه أصل زنى اليد والرجل والقلب والفرج ونبه بزنى اللسان بالكلام على زنى الفم بالقبل وجعل الفرج مصدقا لذلك إن حقق الفعل أومكذبا إن لم يحققه0
3- وقال كذلك النظرة اذا أثرت فى القلب فان عجل الحازم وحسم المدة من أولها سهل علاجه وإن كرر النظر ونقب عن محاسن الصورة ونقلهاإلى قلب فارغ فنقشها فيه تمكنت المحبة وكلماتواصلت النظرات كانت كالماء يسقى الشجرة فلاتزال شجرة الحب تنمى حتى يفسدالقلب ويعرض عن الفكر فيماأمر به فيخرج بصاحبه إلى المحن ويوجب إرتكاب المحظورات والفتن ويلقى القلب فى التلف0والسبب فى هذا أن الناظر التذت عينه بأول نظرة فطلبت المعاودة كأكل الطعام اللذيذ اذا تناول منه لقمه ولوأنه غض أولا استراح قلبه وسلم0
4- قال ابن عباس الشيطان من الرجل فى ثلاثة:فى نظره وقلبه وذكره ومن المرأة فى ثلاثة:فى بصرها وقلبها وعجزها0
5- قال ابن القيم فتنة النظر أصل كل فتنة0
6- قال ابن القيم إن النظرباب الشهوة الحاملة على مواقعة الفعل وتحريم الرب تعالى وشرعه حجاب مانع من الوصول فمتى هتك الحجاب ضرى على المحظور ولم تقف نفسه منه عندغاية فإن النفس فى هذا الباب لاتقنع بغاية تقف عندها وذلك أن لذتها فى الشىءالجديد وإن كان أحسن منه منظرا وأطيب مخبرا فغض البصر يسد عنه هذا الباب الذى عجزت الملوك عن استيفاء اغراضهم فيه0فالنظركأس من خمر والعشق هوسكرذلك الشراب وسكرالعشق أعظم من سكرالخمر فان سكران الخمريفيق وسكران العشق قلمايفيق إلا وهو فى عسكر الأموات0
7- وقال فمن أحب ان يحياسعيدا ويعيش حميدا فليغض من عنان طرفه ولسانه ليسلم من الضرر فإنه كامن فى فضول الكلام وفضول النظر0
8- قال بعض العقلاء من سرح ناظره أتعب خاطره ومن كثرت لحظاته دامت حسراته وضاعت عليه أوقاته وفاضت عبراته0
9- وقال ذكر هذا الذنب بخصوصه فى خطبة الكسوف سر بديع قد نبهنا عليه فى باب غض البصر وأنه يورث نورا فى القلب ولهذا جمع الله سبحانه وتعالى بين الأمربه وبين ذ كر أيه النور فجمع الله سبحانه بين نور القلب بغض البصر وبين نوره الذى مثله بالمشكاة لتعلق أحدهما بالأخر فجمع النبى صلى الله عليه وسلم بين ظلمة القلب بالزنا وبين ظلمة الوجود بكسوف الشمس وذ كرأحدهما مع الأخر