القائمة إغلاق

الأمة الإسلامية بين قيامة محمد صلى الله عليه وسلم وقيامة أرطغرل ..

بقلم أ/ علاء العريني
أولا يجب أن نعلم أن ديننا عظيم، ومن أعظم ما فيه [نشأته و قيامه] متمثلة في السيرة النبوية؛ فلا شيئ فيها عبثي وإنما وراء كل حدث عبرة وحكمة، ومن ذالك أن نبينا بدأ [من الصفر إلى الدولة] ليس عبثا! فهو لم يكن قائدا ورث جنودا، ولا صاحب أتباع؛ بل كان (يتيما/ضالا/عائلا) ثم صار قائدا و داعيا و نبيا..
احدى أبرز الحكم من ذالك، هو أن يكون نموذج قائدنا و نبينا نموذجا جامعا ومنارة تضيئ درب كل من يعمل لإعادة قيام دولة الإسلام في أي عصر ومكان!
وكذالك نموذجا يسقط كل حجج دعاة التخاذل والإنبطاح والرضا بالواقع الذليل!
فنموذج نهضة دولة الإسلام الأولى من فرد واحد، يهدم رأي من يقول:
*لا نستطيع العمل فنحن مستضعفون الآن.
*لا نستطيع العمل والإسلاميون متفرقون!
*لا نستطيع العمل والأمر موسد لغير أهله!
*لا نستطيع العمل وعامة المسلمين يكرهوننا!
إلى آخر هذه الحجج الحقيقية الرخيصة…
نبينا لم يجد مسلمين أساسا!
ولم يكن قائدا، ولا بحث عن قائد ذكي يحتمي به!
بل بدأ من نفسه وحيدا ؛فعمل حتى قامت الدولة!
هذا النموذج لقيام الدولة على يد النبي وتخليد هذا النموذح في (القرءان والسنة”السيرة”)؛ هو إقامة للحجة على كل فرد من أهل الإسلام العاملين.
وبحوار بسيط نقرب الفكرة:
كنت أتحدث مع شاب يريد إعادة مجد أمته ومتأثر بالمسلسل التركي قيامة أرطغرل ؛فقال لي: لو كنت قائدا للمسلمين لفعلت وفعلت!
قلت: وما رأيك في قيادة المسلمين؟
قال: صادقة لكن ينقصها الكثير.. 
قلت: وعندك نموذج تريد أن تراه في قيادة العمل الإسلامى ؟
قال: أرطغرل !!
قلت: ولم لا تعمل لتكون أنت هو ذالك القائد؟
قال: أرطغرل ابن سيد قبيلته و بعد وفاة والده تولى هو قيادة قبيلته و بصدقه و ذكائه وجهاد فرسان قبيلته أقام دولة للمسلمين، أما أنا فلست إلا شاب ولا أقود أحدا!
قلت: طيب بم أنك معجب ب قيامة أرطغرل (من القبيلة إلى الدولة) وتقتدي بمسلسل مليئ بالخيال والتضخيم و متابعته لا تزيدك أجرا و بتركه لا تأثم؛ فما رأيك ب قيامة محمد (من الفرد إلى الدولة) القصة الحقيقية الخالدة الخالية من الكذب والتضخيم، والواجب الاقتداء بها و تؤجر عليها، وتأثم بهجرها ومخالفتها؟؟!
فاعمل ولو كنت وحيدا فقيرا يتيما مشردا لا يأبه أحد بقولك و يسخر منك الناس ؛ فهذا درب نبينا و تذكر أن حال المسلم دنيويا اليوم هو أفضل من حال نبينا في الجاهلية؛ فلا حجة للتخاذل والقعود وترك العمل.
[سيرة نبينا هي حجة خالدة ومنارة لكل من يسعى بصدق لإقامة دين الله].

التعليقات

موضوعات ذات صلة