رحم الله محى الدين صالح (صناجة النوبه(
الأستاذ محى الدين صالح هو أحد الشعراء النوبيين و صار صوتاً من الأصوات العذبة التي تنادي بحب الوطن وتتغنى به.
– أطلق الشاعر الكبير إبراهيم شعراوي على الشاعر محيي الدين صالح (صناجة النوبة)، وكتب قصيدة له باسم صناجة النوبة المغرد مطلعها: صناجتنا يا طير يعلمك الإنشاد على الفنن“.
– امتلأت أشعاره بروح التجديد والبساطة في التعبير والتميز بالصدق، ويتحلى شعره بالقيم الدينية التي يدعو إليها ديننا الحنيف، ويعد الشاعر من الشعراء الإسلاميين.
– ولد الشاعر محيي الدين حسن صالح في العاشر من ديسمبر عام 1951م في قرية قسطل، وتعد هذه القرية من أغنى قرى بلاد النوبة مادياً وحضارياً، ولعلها أثقلت أبنائها بثرائها المادي والحضاري وأورثتهم حبها وعراقتها. نسب الأسرة يمتد إلى عائلة كبيرة في النوبة هي عائلة آل موسى، التي اشتهرت بالعلم والزهد، لذا كان أغلب الخطباء والوعاظ وأصحاب المكانة الدينية منها، ولا غرو أن يكون لنشأة الشاعر في أسرة عريقة في شئون الدين أثر في تكوينه الفكري.
– بدأ حياته بحفظ القرآن الكريم كعادة أبناء قريته، في كُتاب الشيخ محمد جبر، ثم مرّ بمراحل التعليم المختلفة، فأمضى المرحلة الابتدائية في مدرسة “قسطل الابتدائية”، ثم المرحلة الإعدادية في مدرستي أرمنا وبلانة، ثم التحق بمدرسة أسوان الثانوية التجارية، ثم انتسب إلى كلية التجارة بجامعة عين شمس، وكان وقتذاك قد شعر بميوله الأدبية فحاول الانضمام إلى تلامذة العقاد وطه حسين فالتحق بمدرسة صلاح الباقر الثانوية بنصر النوبة ليدرس في كلية الآداب، لكن القدر حال دون ذلك، فقد جُند عام 1971م وتوقف عن الدراسة، وسار في حياته في خطين متوازيين، الأول خط دراسته وعمله، والثاني خط هوايته وميوله الأدبية. أما عمله، فقد عين في مرفق مياه القاهرة الكبرى، ثم اتجه للعمل في القطاع الخاص، ثم تزوج وأنجب أبناءه الأربعة، وظل يتنقل في أعمال عديدة ومنها عمله كخطيب في مسجد توشكى، واعتمد خطيباً فيه، وآخرها عمله كمراجع لغوي في إحدى دور النشر.
– كان أبوه عذب الصوت، يجيد قصائد المدائح النبوية، وكان طفله الصغير شديد الولع بصوته وأناشيده،. وإذا كان الأدب هو “حث الناس على المحامد ونهيهم عن المقابح واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً، فقد نشأ الشاعر تنشئة أدبية على يد والده حيث تهذبت روحه، وصفت نفسه، وارتقت في مشاعرها وبالتالي في أشعارها.
– كان حب القراءة وعشقها أحد أدوات الشاعر التي استطاع بها أن يواكب الثقافات المتنوعة والمواهب المتعددة، وعندما اتجه صوب الأدب، وأخذ يتابع كُتابه أمثال محمد حسين هيكل وعبد الحميد جودة السحار وكثيرين،
– في العشرينات من عمره كتب في صحيفة أسوان في صفحة الأدب، وبدأ مشوار نتاجه الأدبي بتنقيح أشعار، وتتلقفه الصحف والمجلات، وصار أحد أعضاء جماعة أدباء أسوان بقصر الثقافة.
– اتجه لكتابة المقالات في شتى المجالات الأدبية والدينية والسياسية والقومية المتعلقة بالحديث عن النوبة وحقوقها.
– قدم إلى القاهرة عام 1995، وأشعل الحماس في قلوب الأدباء من أبناء النوبة المقيمين بالقاهرة، فشجع بعضهم على إصدار بعض الأعمال ككتاب (شريط الذكريات) للأستاذ عبد الوهاب خليل، وأصدر الشاعر بعض الدواوين والكتب والروايات لكتاب آخرين، مثل ديوان (أبطال الكلمة) وديوان (ماذا يقول أبو عني) للشاعر إبراهيم شعراوي، وديوان (على شواطئ القمر) للشاعر عبد الدايم طه، وأعاد طبع مجموعة قصصية بعنوان (خور رحمة) للأديب حسن نور.
– عشق الشاعر السير في دروب الأدب، فاشترك في كثير من الجماعات والأندية والروابط الأدبية بالقاهرة كجماعة (الفجر)، وجماعة (أحمد شوقي)، والنادي النوبي الثقافي، ومنتدى المثقف العربي، واتحاد الكتاب، ورابطة الأدب الإسلامي العالمية.والتي أصبح بعد ذلك مديرا لمكتبها بالقاهرة .
– للشاعر كثير من النتاج الأدبي شعراً ونثراً، كما شارك في الكثير من المؤتمرات، بأبحاث لاقت نجاحاً مثل المؤتمر الدولي للأدب الإسلامي بجامعة الأزهر عام 1999م ببحث عنوان : الأدب الإسلامي وأثره في الدعوة، وفي مؤتمر الجامعات الإسلامية ببورسعيد ببحث عنوان: الثقافة الإسلامية وإسقاطات العولمة، وفي مؤتمر رابطة الأدب الإسلامي العالمية في المركز الكشفي العربي الدولي بالقاهرة عام 2002 ببحث عنوان: الزمان والمكان في الأدب الإسلامي.
المرجع: محيي الدين صالح حياته وشعره، رسالة ماجستير غير منشورة، الباحثة ريهام صبحي محمود، كلية الدراسات الإسلامية والعربية، جامعة الأزهر، 2006-2007
مدير رابطة الأدب الإسلامي بمصر

التعليقات