جذوة الحق
في رثاء فضيلة الدكتور: عمر عبد الرحمن
شعر محمد فايد عثمان
عضو اتحاد كتاب مصر ورابطة الأدب الإسلامي
يَعْلو بِكَ الدِّيْنُ والإِسلامُ يَنْتَصِرُ
وإِنْ سَعَى فِي مَدَى خِذْلانِهِ نَفرُ
…
وَتَسْتَحِثُّ الرُّؤَى فِي مَا تَرَى أُمَمًا
وَيَسْتَفِزّ الذِي أَوْرَيْت والشَّررُ
…
وَيَهْتِفُ الجَمْعُ بِالتَّأْييدِ مُنْفَعِلًا
وَخَلْفكَ الأُسْدُ لا تُبقـِي وَلا تَذرُ
…
فَرِيْضَةٌ غَابَ عنَّا سَعْيُ قَائِمِها
وَكِلْمَةُ الحَقِّ طَىَّ الصَّدْرِ تَسْتَعِرُ
…
حتَّى رَأيْنَاكَ فَوْقَ الجُرْحِ دَاعِيَةً
تَرُمُّ مِنْ فَتْقِه مَا شَاءَهُ القَدَرُ
…
ضَريْبَةُ السِّجْنِ قَدْ وَفَّيْتَ آجِلَهَا
بِعَاجِلٍ سَنَّهُ فِي الدِّينِ مَنْ صَبَرُوا
…
وَآِملٌ مِنْكَ يَومَ الضَّيمِ تَسْألُهُ
بِذِلَّةٍ أَنْ يَفُكُّوا سِحْرَ مَا سَحَرُوا
…
فَعَادَ لـمَّا رَأَى فِي عَزْمِكُمْ جَبَلًا
مُطَأْطِئًا فهو مَخْذُولٌ وَمُحْتَقَرُ
…
ضَرَبتَ للأمَّةِ الغَفْلاءِ أمثِلَةً
من الفدا يا ضريرًا مَسَّهُ الضَّرَرُ
…
وقُمتَ في عابس الأيَّام مُمْتَشقًا
سَيْفًا وغيرُكَ كَمْ أَوْدَى بِهِ الخَوَرُ
…
لَمْ تَعْتَذِرْ عَنْ جِهَادٍ جِئْتَهُ بَطَلًا
وَمَا تَخَلَّفتَ فَيمَن غَابَ واعْتَذَرُوا
…
وَلَو تَخَلَّفْتَ مَا نَالَتْكَ لائمَةٌ
وَفِي البَصِيرَةِ مَا جَلَّى لَكَ البَصَرُ
…
قُمْ يَا أَسِيرًا وَمَا اسْتُؤسِرْتَ عنْ خَوَرٍ
لَكَنَّمَا غَدْرَةٌ أَزْرَتْ بِمَنْ غَدَرُوا
…
مَنْ أَسْلَمُوكَ وَعَينُ اللِه شَاهِدَةٌ
وَبَائِعٌ دِيْنَهُ بَخْسًا وَمُحْتَقَرُ
…
شُيِّعْتَ في مَوْكِبٍ بالنَّاسِ مُحْتَشِدٍ
فَعَادَ فِيهمْ نِدَاءُ الحَقِّ يزدَهِرُ
…
أَيَحْسَبُونَكَ مِمَّنْ ضَلَّ رَائدُهُمْ
وَخَائِنِينَ وَمَنَ عَنْ خِسَّةٍ صَدَرُوا ؟!
…
سَيَذْكُرُ الدَّهْرُ ما خَلَّفتَ من قِيَمٍ
وأنَّكَ السَّيْفُ بتَّارٌ لِمَنْ فَجَرُوا
…
عِشْرُونَ عَامًا تَزِيدُ اثْنَينَ مُنْفَرِدًا
وَالموتُ لكِنْ سَيَبْقَى بِاسْمِكَ الخَطرُ
…
يَا جَذْوَةَ الحَقِّ وَالتَّارِيْخُ يَحْفَظُهَا
وَفِي مَدَى الدَّهْرِ مَا أَبْقَيْتَ وَالعِبَرُ
…
لَنَا لَكَ الله يَا مَنْ كُنْتَ رَائِدَنَا
وَطاقَةَ النُّورِ تُسْتَجْلى بها السُّوَرُ
…
يُعَوِّضُ الأمَّةَ الثَّكْلَى وَقَدْ فَقَدَتْ
شَهِيْدَهَا وَهْىَ في الأحْزانِ تَنْتَظِرُ
…
عليكَ منى ووخزُ الحُزنِ يقتُلنِي
أزكَى التَّحِيَّاتِ مَا يَوفِيْكَ يا عُمَرُ .