القائمة إغلاق

لأجعلنّ الهمّ همّاً واحداً

لأجعلنّ الهمّ همّاً واحداً !!

بقلم أ.طه الشريف

رحم الله الصالحين من السلف حينما كان يقولُ قائلهم وهو يشحن بطارية الطاقة الإيمانية لديه : لأجعلنّ الهمّ هماً واحداً! وهو بذلك يحملُ نفسه على ألا تنشغل_كما ينشغل الناس_ في معترك الدنيا الفانية بهمومها المُذهبة للعقل وشواغلها اللاهية عن همه الأعظم وشاغله الأكبر وهو همُ الإسلام ذلك الدين العظيم .                      

فإذا انصرفت هموم الناس إلى بطونهم وشهواتهم وملذاتهم فلا يصحُ لمن حمل همّ الإسلام _وإن رُخّص له في السعي على معاشه وعمارة دنياه _أن تصبح تلك الدنيا همه ومالكة زمامه كما يحدث مع الآخرين من الهمل!

إن جماع النفس وحضور الفكر  وتوقد الذهن لا ينبغي أن يُوجّه إلّا إلى :-

إلّا إلى..نصرة الإسلام ورفعة دينه وتلبية النفير من أجل الدفاع عن مقدساتنا التي دُنست كما يفعل أبناءُ يهود الآن في الأقصى مسرى النبي صلى الله عليه وسلم ومعراجه.

إلّا إلى..دفاعاً عن المستضعفين من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها في أراكان بورما وكشمير  وفلسطين وسوريا ومالي وأفريقيا الوسطى.

إلّا إلى..سعياً لتطبيق شرع الله عزوجل لأنه لا ينبغي أن يُحكم في أرض الله إلا بشرع الله ، وردّ ما سواه من التشريعات والقوانين الوضعية “ياسق” العصر والزمان!.

إلّا إلى..غضبةً لإنتهاك حرمات الله _كما كان يغضب نبينا صلى الله عليه وسلم_ إذا ما إنتُهكت حرمة من الحرمات.

إلّا إلى.. هبةً من أجل بلادنا وأوطاننا وهي تتعثر في أصفاد الإستبداد والقهر هبةٌ نتنفس معها في سماء الوطن هواء الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية.

فجماعُ النفس وحضور الفكر وتوقد الذهن لا ينبغي أن يصرف أو يوجه إلّا إلى ما سلف ذكره ولا يجوز أن ينصرف الهمُّ إلى تحصيل الملذات والشهوات ومتابعة الساقطات وجعلهن قدوة ومثالاً يحتذى!!

لا ينبغي أن يصرف الهمُّ إلى فريق كرة القدم وإلى التعصب للاعبي الكرة والخروج في مسيرات الإحتفال بالفوز أو مسيرات الغضب لخسارة الفريق المفدى!

لا ينبغي أن يُصرف الهمُّ إلى مجرد الإلتزام بالمناسك وحصر الإسلام في شعائر تعبدية مثل طول اللحية وشكل النقاب وإخراج زكاة الفطر عينية أم نقدية!!  

لأجعلن الهمّ همّاً واحداً لا يتجزء  ولا يتبعثر  في دروب الدنيا ومتطلبات النفس وضلالات المفسدين وشبهات المغرضين .

التعليقات

موضوعات ذات صلة