بقلم: أسامه حافظ
الحمد لله انتهى مهرجان الكرة بهزيمة فريقنا واسترحنا من هذا التوتر المجنون الذي أشعل النار بين شبابنا طوال الأسابيع الماضية والذي كان مرشحاً للاستمرار حتي انتهاء مباريات كأس العالم في العام المقبل إن حدث وفزنا .. استرحنا من هذا الشباب المجنون التافه الذي أحال مباراة لعب – مجرد لعب – إلي معركة حربية كل منهم يريد أن يدلي فيها بدلوه.
واسترحنا من إعلام ومسئولين أكثر تفاهة يؤججون نار التعصب في هذا الشباب دون مبالاة بمصالح البلاد العليا وأمنها القومي والروابط الوثيقة التي تجمع بين بلدينا.
والآن ينبغي أن يبدأ الجميع في علاج هذه الظاهرة العبثية بعد أن هدأ الغبار والتي ينبغي أن يشترك الجميع في علاجها وأولهم علماء الدين الذين خفتت أصواتهم وسكتوا في مواجهة هذا القطيع الهائج ولم يتجراوا علي السباحة ضد التيار ليقولوا لنا حكم الدين فيما يجري وابدأ بأن أطرح عليهم عدة تساؤلات أرجو أن تكون باكورة هذه المواجهة لتلك الظاهرة المؤسفة.
السؤال الأول هناك باب في الفقه يسمي باب الحجر جعلوا فيه فصلاً في الحجر علي السفيه وهو الذي ينفق ماله في غير موضعه .. قولوا لي بالله عليكم أي سفه أكبر مما ينفق علي لعب الكرة من أموال الشعب .. هذه الملايين التي تعطي للاعبين والمدربين وسفر المشجعين واللاعبين ومكافآت الفوز والتعادل والأداء المشرف – الهزيمة – وشراء اللاعبين والإكراميات من فوق الترابيزة ومن تحتها ألا يستحق هؤلاء السفهاء الذين ينفقون الملايين هذه من مال الشعب المطحون أو حتي لو كانوا ينفقونها من جيوبهم التي امتلأت من مص دماء الشعب أن يحجر عليهم ويمنعوا من التصرف السفيه في هذه الاموال.
إذا لم يكن هذا الحكم الشرعي قد شرع لهؤلاء فلمن إذن.
السؤال الثاني هناك باب آخر في الفقه يسمي باب السبق أو المسابقة يتكلم فيه الفقهاء حول عدم جواز إخراج السبق – رهان السبق – في أي لعب أو لهو إلا في الألعاب التي تعد الشباب للجهاد أو ترفع من قيمتهم العلمية .. أما سائر أنواع اللهو واللعب فلا يجوز لها ذلك لأسباب كثيرة ذكروها وإنما ما يباح اللهو به منها إنما يكون مجانا ودون مقابل من المتسابقين لانه مجرد لعب ولهو وقد تحايل البعض لتفريغ هذا المعني من مضمونه بصور مختلفة لإجازته.
قولوا بالله عليكم أي فائدة يجنيها اللاعبون أو الجمهور تستدعي هذه الاموال الخرافية التي تنفق عليهم للاعب بذل جهده في أن يركل قطعة من الجلد المنفوخ بين ثلاث خشبات .. وما هي المصلحة في أن يتدرب علي ذلك أبناؤنا أو يتفرج عليهم أولئك الفارغون ليشيعوا القلق والتوتر والتخريب في المجتمع – اللي مش ناقص – نعم ما حكم إعطاء هذه المكافآت لأولئك اللاعبين علي ما يفعلون.
السؤوال الثالث ما هو حكم بيع – هكذا يسمونه – اللاعبين للأندية بهذه الملايين وتحت أي باب من الأبواب الفقه يوضع مثل هذا البيع .. إذ هو ليس بيع أعيان وقد ألغي الرق منذ أمد ولا هو بيع منافع – إيجار – إذ أن ما يعطيه اللاعب من عمل لا منفعة له وقد منع العلماء من بيع توافه الأعيان ومالا منفعة فيه أو ماكان تافه المنفعة.
السؤال الرابع ما هو حكم صور القمار المتنوعة التي يستغلون هذه المباريات للتكسب منها مثل المراهنات وأسئلة المسابقات التافهه في التلفاز والإذاعة والتي يراد منها نهب المزيد من أموال الناس وتفريغ جيوبهم بإغراء الجوائز الكبيرة للإجابة علي تلك الأسئلة .. ما هو حكمها وهل يجوز المشاركة فيها طمعاً في هذا الكسب.
والسؤال الخامس ماذا عن كشف الأفخاذ أو بعضها من اللاعبين أثناء اللعب ولماذا لا يقال للناس رأى جمهرة العلماء في ذلك من ان عورة الرجل من السرة الي الركبة وان من قالوابان الفخذ ليس بعورة هم قلة من العلماء ..ثم ماذا عن التفرج علي اللاعبين الذين تكشفت افخاذهم خاصة من البنات والنساء الذين ملاوا جنبات الملاعب او جلسوا امام التلفاز .. وماهي الضرورة التي دعت هؤلاء للتكشف بل والسجود وهم هكذا – والسجود عند كثير من العلماء صلاة –ولعل بعضهم احيانا ما يصلي هكذا ايضا
السؤال السادس ماهو حكم انفاق الوقت والمال في التفرج علي هذه المباريات وذهاب اولادنا وبناتنا ليقضوا يومهم بهذه الصورة الشائنة والاختلاط المبتذل لمجرد رؤية هؤلاء الذين يستبقون لركل الكرة والجري بها ولايستفيدون من ذلك شيئا في دنيا ولادين ..وهل يجوز ضياع المال والعمر في مثل ذلك
اما السؤال الاخير وهو سؤال الساعة ماهو حكم هذا التعصب الاعمي الاهوج المقيت الذي سالت فيه الدماء وامتلات منه القلوب بالضغائن وضيعت فيه الاموال .. ولاي شئ تمزق الاواصر بين شعبين وبلدين امتزجت دماؤهما وارتبطت برباط الدين والثقافة واللغة وكل شئ حسن يمكن الارتباط به والانتماء اليه هكذا من اجل مباراة كرة ويتناسون كل ماكان وسيكون بين شعبينا من اجلها
قولوا ياعلماءنا ماهو حكم هذا التعصب وتصدوا لهؤلاء واوقفوهم عند حدهم قبل ان يهلكوا الحرث والنسل .. اوقفوا هؤلاء المحرضين الذين يلعبون بالنار ويؤججون الفتنة من اجل اغراض دنيئة لاينظرون فيها الي مصلحة الدين ولامصلحة الوطن ولايراعون حقوقهما عليهم
وبعد
هناك اسئلة كثيرة سكت علماؤنا عن اجابتها او ضاعت اجاباتها وسط الضجيج والتجاهل فلم يعرف شبابنا حكم الدين فيها .. ولعل علماءنا لو رفعوا اصواتهم بها وعرفوا الشباب ان تخف حدة هذا الجنون وينشغلوا بما يفيدهم في دينهم ودنياهم
قولوها ايها العلماء ولاتخشوا اعتراض هذا القطيع الثائر فان كلمة الحق ينبغي ان تقال في وجه الطغيان .. ليس طغيان الحكام فقط وانما طغيان العامة والدهماء وهو اشد .. وان الوقوف في وجه الباطل حيث كان هو واجبكم وان اضطررتم للسباحة عكس التيار فهذه هي مسئوليتكم تجاه مجتمعكم
سباحة ضد التيار .. كتبت بمناسبة معركة الجزائر الشهيرة

التعليقات