القائمة إغلاق

حاجة توجع القلب

بقلم: جمال سمك

لممت المدارس شتاتها بعد رحلة مضنية من العام الدراسي للتلميذ والأهل والمدرس و المَدْرَسة لكننيللأسف لم يعلق في ذهني غير موقف واحد محزن للغاية، فأولادي في مراحل التعليم المختلفة من الابتدائي للجامعة فأصغر أبنائي بالصف الأول الابتدائي بمدرسة حكومية بجوار البيت، أزعم أنه حييّ ولا يحب عمل حمام في المدرسة تماما لسببين أحدهما حياؤه وثانيهما منظر حمامات المدارس ” الحكومية ” ولكن يشاء الله له في يوم من أيام المدرسة أن يمرض بالإسهال الذي تخطّى حيائه وكاد أن يقتله وهنا طلب برفق من المعلمة أن يذهب للحمام مع تصببه العرق، وواضح عليه أهمية طلبه!! لكن السيدة المربية الفاضلة بكل قسوة وصلف ورد سريع وحاسم … لأ مفيش حمام اجلس .. وأشارت بسلاحها في وجهه “العصايا” مما أرعبه وأحزنه وأحبطه وأزاد من فورة مرض الإسهال وبُعَيْدَ لحظات وعندما لم يجد بداً من إعادة الطلب مرة أخرى مع نبرات صوت ٍ مشوبة بالبكاء والتقطيع كرر على مسامعها طلبه… فاندفعت إليه مسرعة!! كيف يجرؤ هذا السخل الصغير من تكرار الطلب للأسد (ة) المغوار فأسرعت إليه شاهرة سيفها ” العصايا ” طبعاً والشرر يتطاير من عينيها صائحةً فيه بصوت عال ” هو أنا مش قلتلك اقعد مفيش حمام …”وقبل أن تنزل عصاها الغليظة عليه كان اٍسهاله أسرع منها… فلما ظنت أنه قد” حدث ما حدث” قالت له زيادة في النكاية” انت عملتها على نفسك كمان يا معفن ” وهنا ضحك زملاؤه جميعاً إلا شقيقه التوأم الذى يجلس بجواره ويتابع الموقف مع أخيه وهنا أجهش المسكين بالبكاء ، وحاول أخوه تهدأته فلم يستطع فبكى هو الأخر “كما فعلت أنا الأن وأنا أكتب القصة الحزينة “ولم تكتفِ المربية الفاضلة ببكاء الشقيقين وراحت تسخر من الأخر قائلة ” طب أخوك وعملها على نفسه أنت بقى بتعيط ليه!!؟؟ ” وقالت له” خد أخوك وروح نضفه فى بيتكم “… وكنت أنا فى هذا اليوم أجازة من عملي وضرب جرس الباب وفتحت لهما وهما في حالة انهيار من حجم الإهانة والجرح النفسي واللا آدمية… وحاولت تهدأتهما لمعرفة الموضوع، واسودَّت الدنيا في عيني فتركتُ زوجتي تنظف صغيرها وأسرعتُ للمدرسة طالبا مدير المدرسة وبعد قرابة الساعة قابلني سيادته فى إحدى طرقات المدرسة وبعدما سمع شكوتي قال بكل صلف وجهل وحماقة: هو الفصل فيه 80 عيل لو كل واحد راح الحمام محناش شغاليين النهارده !! ثم تركني ومشى وهو يلوح بيده مرددا لكلام لم أسمعه جيداً موبخاً لي على أنني لا أفهم الدنيا ماشية ازاي ولا أعرف مكر العيال الصغيرة في المدارس ولا أفهم كيفية إدارة العملية التعليمية الفذة في مصر…. فكرت أعمل شكوى في الإدارة التعليمية …. لأ لأ في مديرية التربية والتعليم…. لأ لأ في وزارة التربية والتعليم … وأنا طبعا ً عارف النتيجة مسبقاَ… وعندما خرجت من المدرسة أجر أذيال الخيبة صرخت صرخة عالية لكنها كانت” لداخل نفسي طبعاً بلا صوت” وهنا ردّ علىّ صدى صوتى قائلاً وطّى صوتك ؟؟!! ممنوع تصرخ … حتى لو في سرِّك ؟؟!! واتضح إن أنا اللّي مش فاهم العملية التعليمية … إلى الله المشتكى….

التعليقات

موضوعات ذات صلة