أين الله ؟
بقلم الشيخ: محمد علي الشريف
كثير من عوام المسلمين لا يعرفون أين ربهم ، فتجد الغالبية العظمى منهم لو سئل أين الله ؟ لقال فى كل مكان ، وهذه كلمة كفر مخرجة من الملة الإسلامية ، فقد أجمع علماء المسلمين ، أن الله تعالى فوق عرشه ، بل قالوا بكفر من أنكر ذلك ، فقد قال أبن خزيمة وهو من أعلام أهل السنة : من لم يقر بأن الله تعالى على عرشه استوى ، فوق سبع سماواته ، بائن من خلقه ، فهو كافر ، يستتاب فإن تاب وإلا قتل . وقد كان فى الزمن الغابر رجل زنديق اسمه الحلاج ، أراد أن يهدم عقيدة المسلمين ، فأشاع نظرية الحلول ، أى إن الله تعالى قد حل فى كل شئ ، والله فى كل مكان موجود بذاته ، فمن عبد الحجر فقد عبد الله ، لأن الله موجود فى الحجر ، ومن عبد البقر فقد عبد الله ، لأن الله موجود بذاته فى البقر ، وهكذا من عبد أى شئ فهو عابد لله ، لأن الله فى كل مكان ، وتلقفت الجهلة و العوام هذه النظرية الكفرية ، واقتنعوا بها ورددوها ونشروها ، حتى أصبح معظم العوام إذا سألتهم أين الله ؟ قالوا فى كل مكان ، وهذا كفر بواح ، وخروج من ملة الإسلام ، بل الله فوق سبع سموات ، مستو على عرشه ، بائن من خلقه ، غير مختلط و غيرممزوج بخلقه ، والأدلة على ذلك كثيرة جدا ، أورد على حضراتكم جذءا منها .
(1) — من الأدلة على علو الله وارتفاعه فوق جميع مخلوقاته ، أسماؤه الحسنى الدالة على العلو لله ، كاسمه الأعلى والمتعالى
— قال الله تعالى ( سبح اسم ربك الأعلى(.
— وقال تعالى : ( وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلى العظيم (
— وقال الله تعالى : ( عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال(
(2) — التصريح بالإستواء على العرش .
— قال تعالى ( الرحمن على العرش استوى (
— وقال تعالى ( إن ربكم الله الذى خلق السماوات والأرض فى ستة أيام ثم استوى على العرش (.
— فى حديث أنس فى فضل الجمعة ….وفى آخره قال : وهو اليوم ( أى الجمعة )الذى استوى فيه ربك على العرش ) حديث حسن رواه الطبرانى فى الأوسط .
— عن أنس رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( إذا جمع الله تعالى الخلائق حاسبهم ، فميز بين أهل الجنة وأهل النار ، وهو تعالى فى جنته على عرشه ) قال محمد بن عثمان الحافظ : حديث صحيح .
— عن أبى رزين العقيلى رضى الله عنه قال : قلت : يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض . قال: كان فى عماء ، ما فوقه هواء ، وما تحته هواء ، ثم خلق العرش ، فاستوى عليه ) رواه أبو داود وابن ماجه ، وقال الذهبى : اسناده حسن ، ورواه الترمذى وحسنه ، قال يزيد بن هارون : العماء أى ليس معه شئ .
(3) — ومن ذلك التصريح بالفوقيةلله تعالى
— قال تعالى ( وهو القاهر فوق عباده (
— وقال تعالى ( يخافون ربهم من فوقهم (
— ولما حكم سعد بن معاذ فى يهود بنى قريظة بأن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذريتهم وتغنم أموالهم قال له النبى صلى الله عليه وسلم : ( لقد حكمت فيهم بحكم الملك من فوق سبع سماوات ) متفق عليه .
(4) — ومن ذلك التصريح بأنه تعالى فى السماء .
— قال الله تعالى ( أأمنتم من فى السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هى تمور ( .
— وعن معاوية بن الحكم رضى الله تعالى عنه فى حديثه الطويل قال : وكانت لى جارية ترعى غنما قبل أحد ( أى ناحية جبل أحد ) ، فاطلعت ذات يوم ، فإذا الذئب قد ذهب بشاة من غنمها ، وأنا رجل من بنى آدم آسف كما يأسفون ( أى أغضب كما يغضبون) فصككتها صكة ( أى ضربتها ) ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعظم ذلك على . قلت : يا رسول الله ، أفلا أعتقها ؟ قال : ائتنى بها . فقال لها : أين الله؟ قالت : فى السماء . قال : من أنا . قالت : أنت رسول الله . قال : اعتقها فإنها مؤمنة .) أخرجه مسلم
— قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء ) رواه الترمذى ، وقال حديث حسن صحيح .
والأمر فى غاية الأهمية ، لأنه يتعلق بالعقيدة والكفر والإيمان ، لذا للحديث بقية إن شاء الله .