القائمة إغلاق

الفرق بين الثبات على الحق والثبات على الرأى (4)

بقلم: الشيخ علي الشريف

لابد وأن يتوفر فى الأمر الشرعى ثلاثة أمور أولا : موافقة الشرع ، ثانيا : القدرة على تنفيذ الأمر ، ثالثا : أن تزيد المصالح على المفاسد ، فإذا كان الأمر موافقا للشرع لكن غير مقدور عليه فليس بمطلوب شرعا ، لقول الله تعالى : ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) ، وذلك كمن لا يستطيع القيام فى الصلاة ، فيصلى جالسا ، وكمن لا يستطيع الصوم لمرض مثلا فيسقط عنه فرض الصوم ، وإذا كان الأمر موافقا للشرع ومقدور على فعله لكن سيترتب عليه مفسدة عظيمةتزيد على المصلحة فليس بمطلوب شرعا ، كتغيير المنكر الذى يترتب عليه منكر أعظم ، أو القتال الذى يسبب هزيمة للمسلمين ، وأضرارا بالغة عليهم ، أو كسب المشركين لأنه سيترتب عليه أن يسبوا الله عدوا بغير علم ، لأنه ما شرع الله الشرع إلا لمصلحة العباد ، فكل أمر يؤدى إلى مفسدة أكبر من مصلحته فليس من الشرع ، لذا تجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقاتل طوال حياته على جبهتين أبدا ، فقد كان بالمدينة ثلاث طوائف من اليهود ، لم يقاتلهم مجتمعين ، بل قاتل كل طائفة على حدة ، ولا يخفى على أحد العلة فى ذلك ، ولما كان يقاتل مشركى قريش ، لم يفتح جبه أخرى للقتال ، حتى انتهى تماما من فتح جزيرة العرب ، ثم توجه بعد ذلك لقتال الروم ، وهذا هو المنطق السليم ، والرأى السديد ، لكن انظر لما يسمى بدولة الخلافة – بغض النظر عن ضلالهم العقدى – قبل أن يتمكنوا وتستتب لهم الأمور ، يعلنون الخلافة الإسلامية ، ويضربون فى كل مكان على وجه الكرة الأرضية ، ويعادون العالم بأسره ، فلذلك تكاتف العلام كله لقتالهم ، فهم صفر فى السياسة ، وكان الواجب عليهم قبل أن يبدأوا قتال الطواغيت ، أن يطمئنوا العالم بأسره ، وخاصة الدول الكبرى ، ولا يعادوا أى دولة من دول العالم حتى يتمكنوا ، فإذا تمكنوا إنكفؤا على الداخل ، يعلمون الناس شرع الله ، ثم يبثون الدعاة إلى الله فى جميع دول العالم ، ويعملون على تقوية الإقتصاد ، والتقدم التوكنولجى ، وتقوية الجيش ، وإقامة المؤسسات الإسلامية كوزارة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ووزارة الدعوة الداخلية ووزارة الدعوة الخارجية وغيرها من مؤسسات الدوة الإسلامية ، ومنع جميع المنكرات كالربا والخمور والمخدرات ، إذن وراء هذه الدولة أعمال كبيرة وكثيرة وهامة ، لكن هؤلاء لا يعرفون إلا لغة القتل والذبح والتفجير والدمار والخراب فى كل مكان ، ولكل الناس مسلمين كانوا أو كافرين بل قتلهم للمسلمين أكبر بكثير من قتلهم للكافرين أين العقول ؟! أين السياسة ؟! لا توجد . ونكمل الحديث مرة أخرى إن شاء الله .

التعليقات

موضوعات ذات صلة