فرصة لا تضيع
بقلم: محمد مصطفى المقرئ
أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة، – – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ” (1).
وله ـ رحمه الله ـ عن أَبَي هُرَيْرَةَ ـ ـ قالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ” إِذَا كَانَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ ” (2).
وفي حديث آخر : ” تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم “(3).
وفي آخر : ” إذا كان أول ليلة من رمضان صُفِدت(4) الشياطين ومردة الجن ” (5).
فأي ضعيف الإيمان هذا الذي بلغ ضعف إيمانه أن تفتح أمامه أبواب الجنة ، ثم لا يدخلها ؟!
وأي ضعيف الإيمان هذا الذي بلغ ضعف إيمانه أن تغلق دونه أبواب الجحيم ، ثم يقتحمها ؟!
وأي ضعيف الإيمان هذا الذي بلغ ضعف إيمانه أن تغل عنه الشاياطين ، ثم لا يهزمها ، وهي تهزمه ؟!
أرأيت لو جيء بأقوى مصارع أو ملاكم من الوزن الثقيل ، وهو مقيد مغلولة يداه إلى عنقه ، ألا ترى أن أضعف الناس قادر على أن يهزمه ومن الجولة الأولى بالضربة القاضية ؟
ومن حديث أنس ابن مالك – رضي الله عنه – قال : ارتقى رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال : آمين ، ثم ارتقى ثانية فقال : آمين ، ثم استوى عليه فقال : آمين ، فقال أصحابه : على ما أمنت يا رسول الله ؟ ! فقال : أتاني جبريل عليه السلام ، فقال لي : يا محمد ، رغم أنف امرىء ذكرت عنده فلم يصل عليك ، فقلت : آمين . ثم قال : رغم أنف امرىء أدرك والديه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة ، فقلت : آمين . ثم قال : رغم أنف امرىء أدرك شهر رمضان فلم يغفر له ، فقلت : آمين (6).
ألا رغم أنف امرئ تجتمع له تلك الأسباب كلها ، ثم لا يغفر له.
أخي المسلم..
هلا اقتنصت هذه الفرصة ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) صحيح مسلم ـ كتاب الصيام ـ باب (1) فضل شهر رمضان: (ح/2547).
(2) صحيح مسلم ـ كتاب الصيام ـ باب (1) فضل شهر رمضان: (ح/2548).
(3) سنن النسائي ـ كتاب الصيام ـ باب ذكر الاختلاف على معمر فيه: (ح/2118).
(4) أي: شدت بالأغلال
(5) رواه الترمذي، وابن ماجه، وابن حبان، والحاكم، والبيهقي، عن أبي هريرة، وانظر”المشكاة”: (1960، و1961)، و”صحيح الجامع”: (759) .
(6) العراقي “الأربعون العشارية” : (195) بإسناد حسن.
