سؤال: لماذا تزوج الرسول أكثر من أربعة
سئل الشيخ الدكتور عبد الآخر حماد حفظه الله:
لماذا تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من أربعة ؟
فأجاب فضيلته:
الحمد لله وبعد فإن زواج النبي صلى الله عليه وسلم بأكثر من أربع هو خصوصية من خصوصياته صلى الله عليه وسلم ولم يفعل ذلك صلى الله عليه وسلم لأنه رجل شهواني كما يفتري أعداء الإسلام إذ إن الثابت أنه في فترة شبابه وكهولته لم يتزوج إلا بواحدة فقط هي خديجة رضي الله عنها وبقي معها حتى توفيت وكان قارب الخمسين ، ثم بعد ذلك تزوج بذلك العدد من النساء وكان ذلك لحكم كثيرة منها الحاجة إلى تأليف قلوب القبائل التي يتزوج منها ومنها رعاية ظروف بعض النساء المسلمات اللاتي مات عائلهن ولا عائل لهن ، ومنها الحاجة إلى أن يكون في بيته صلى الله عليه وسلم من تنقل عنه العلم في الأمور الخاصة التي لا يعرفها عن الرجال إلا أزواجهن ، ثم إنه إذا كان قد أبيح له صلى الله عليه وسلم أن يجمع بين أكثر من أربع فإنه قد منع من الزواج بغيرهن حتى لو طلقهن جميعاً ، وذلك لقوله تعالى : ( لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن ) أما غيره فيمكنه أن يتزوج بأربع ثم يطلقهن ثم يتزوج بأربع غيرهن وهكذا ، وكذلك فإنه لو فرض أنه طلق بعض نسائه صلى الله عليه وسلم فإنه لا يجوز لأحد أن يتزوجهن وذلك لقوله تعالى : ( وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً إن ذلكم كان عند الله عظيماً ) بينما غيره لو طلق امرأته فإنها يمكنها أن تتزوج غيره بعد انتهاء عدتها ، فلأجل هذا كان ذلك خصوصية من خصوصياته صلى الله عليه وسلم بحكم الله تعالى الذي لا يجوز لمسلم أن يعترض عليه والله أعلم .