فماذا أنت مسجل فيها ؟
بقلم: محمد مصطفى المقرئ
صفحة جديدة ، بيضاء ناصعة ، ليس فيها من دنس ؛ تلك التي يرجع بها الحاج الذي حج لله فلم يرفث ولم يفسق.. فمن حديث أبي هريرة ؛ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم قال: ” مَن حجَّ للهِ، فلم يَرفُث ولم يَفسُقْ، رجَع كيوم ولدَته أمُّه ” (). () “صحيح البخاري” : (1521).
صفحة جديدة ، بيضاء ناصعة ؛ فماذا أنت ـ أيها الحاج ـ مسجل فيها ؟
سلمك الله ـ بعدما وفقك ـ ورجعت إلى أهلك مطهراً مبرءاً ، كيومَ ولادتك ، كأنك للتو جئت إلى هذه الدنيا ، بصحيفة خالية من كل إثم… ترى ؛ ماذا ستسجل فيها الملائكة ؟ لك أو عليك ؟ (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَاماً كَاتِبِينَ يَعْمَلُونَ مَا تَفْعَلُونَ) [الإنفطار : 10ـ 12].. ألا إن الخيار لك.. (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) [البلد: 10].
إنها فرصتك فاهتبلها ، إنها غنيمتك فاكتنزها ، وصن ما صرت فيه من نعمة السلامة من الإثم ، واعزم على الرشد ، لا تضيع فرصتك ، فلعلك تقدم على الله غداً أو دون ذلك ، ولعل الذي بينك وبين لقاء ربك أقرب من أن تحتاج فيه إلى صبر طويل ، ومجاهدة نفس ، ومغالبة شيطان إلى أمد بعيد..
ولو فرض أن لقاء الحق مؤخر لك فيه.. أفلا تصبر عليه ولو كان عقوداً ، حرصاً على استثمار فرصتك ؟
تصبَّر بما تجده الآن من طمأنينة قلبك ، وراحة نفسك ، وصلاح بالك ، وسمو روحك ، وسلامة صدرك ، وبرئك من الهم والغم والضيق والحزن ، والشرود والاكتئاب.. لا تضيع هذه السعادة الماثلة بين جنبيك ، والحياة الطيبة التي يتلذذ بمذاقها كيانك ، لا تجن على نفسك.. لا تجن على نفسك.. لا تجن على نفسك.
صفحتك ناصعة فصنها..