الشيخ /على محمد على الشريف
تحية ودعاء من القلب
لكل مبتلى ومصاب من المسلمين
فى مشارق الارض ومغاربها
أن يفرج الله كربه وأن يزيل همه
هي كلمات أواسى بها المكلومين من إخوانى المسلمين فى سوريا والعراق وبورما واليمن وغيرها تحية وسلاما إلى إخوانى المظلومين الصامدين الصابرين خلف أسوار السجون أقول لهم هى منحة وليست محنة هى رفع للدرجات ومغفرة للذنوب وتأهيل للتمكين فلا يتطرقن اليأس إلى قلوبكم وأصبروا فإن الله جاعل لكم من لدنه فرجا ومخرجا فالصبر من أعظم الطاعات وفوائده لا تعد ولا تحصى منها .
(1) — أن الصبر على طاعة الله والقيام بأمره والصبر عن معاصيه رغم دواعى الشهوات والصبر عند البلاء الذى لا يستطاع دفعه هو ثمن الإمامة فى الدين قال الله تعالى ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا ) فالصبر على العلم يصنع العلماء والصبر على الجهاد فى سبيل الله وتغيير المنكرات يصنع الأبطال والصبر على عبادة الله يصنع العباد وهكذا فلن تكون إماما يقتدى بك الناس حتى تلعق وتتجرع الصبر .
(2)– الصابر ينال أجره مرتين فإن صلى صلاة أخذ أجر صلاتين وإن صام يوما أخذ أجر صوم يومين وهكذا يضاعف الله له أجره مرتين قال تعالى ( أولائك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ) .
(3) — من كثرة عطاء الله للصابر يمنحه أجره بغير حساب قال الله تعالى ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) .
(4) — الله مع الصابرين ومن كان الله معه فلا يخشى شيئا قال الله تعالى ( إن الله مع الصابرين ) .
(5) — أمنية كل مؤمن أن ينال محبة الله وقد قال الله تعالى ( والله يحب الصابرين) .
(6) — الصبر أعظم عطاء يمنحه الله لعبده قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما أعطى أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر ) متفق عليه .
(7) — البشرى للصابرين بالرحمة والهداية من الله الكريم قال الله تعالى ( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولائك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولائك هم المهتدون ) .
(8) — الصبر ضياء ينور القلب بنور الله فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الصبر ضياء ) رواه مسلم .
(9) — الصبر يحول البلاء إلى نعمة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء فصبر كان خيرا له ) رواه مسلم .
(10) — الصبر يطفئ حر المصيبة ويهونها على المبتلى قال الله تعالى ( ربنا أفرغ علينا صبرا ) وهذه استعارة مكنية جميلة حيث شبه الصبر بالماء وحذف المشبه به وهو ( الماء ) وأتى بشئ من لوازمه وهو الافراغ فإن الافراغ لا يكون عادة إلا للماء وسر جمال هذه الا ستعارة فكما أن الماء يطفئ النار فإن الصبر يطفئ لظى وحر المصيبة .
وانظر إلى الصحابية الجليلة أم سليم لما تشبع قلبها بالصبر ثم نزلت بها أشد مصيبة لم تتأثر بها ونزلت على قلبها بردا وسلاما وقصتها مروية فى الصحيحين عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال : مات ابن لأبى طلحة من أم سليم فقالت لأهلها : لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه ، فجاء فقربت له عشاء فأكل وشرب ، ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك فوقع بها فلما رأت أنه قد شبع وأصاب منها قالت : يا أبا طلحة : أرأيت لو أن قوما أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعوهم قال : لا قالت : فاحتسب ابنك قال فغضب تم قال : تركتينى حتى إذا تلطخت ثم أخبرتينى بابنى فانطلق حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما كان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بارك الله لكما فى ليلتكما ، قال : فحملت فولدت غلاما ، قال رجل من الأنصار : لقد رأيت تسعة أولاد كلهم قد قرأوا القرآن من أولاد عبد الله المولود ، انظر – رحمك الله – لقد وقع عليها أكبر بلاء وهو موت ابنها لكن لما تحلت بالصبر هون الصبر عليها مصيبتها وكأن شيئا لم يحدث . نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإكم من الصابرين المحتسبين وأن يدخلنا الجنة أجمعين .
تحية ودعاء من القلب

التعليقات