عبر اثير الاسوار
الحلقة الأولى (إنطلاقة)
لم يكن الجلاد للحظة يتخيل ان هذا الشباب المسخن بجراحه المدرج بدماءه من آثار التعذيب والصلب تتحرك داخله افكارا حية لاتحاصرها الأقبية والغياهب ولا تعوقها الزنازين ولا تحول دونها القضبان وانه كلما أمعن فى القهر يفجر طاقات لامنتهى لها حتى صارت الصفعة وكأنها إشارة بث والركلة وكأنها مقدمة لتنشيط الكاميرا الذهنية لتلتقط الصور وليمسى التجويع والإظماء كابلات وأدوات لإستديو متكامل علقت عليه يافطة عريضة مفادها لن تستطيع حصار فكرى ساعة .
هكذا ادرك الجلاد بعد أن جن جنونه أنه امام صنف فريد من البشر لاتهن عزمته . ولا تسجن إرادته ولا يعرف المستحيل .
يعبر بالزفرة بالصوت بالنشيج بالنشيد عما يحس ويأمل بل ويسموا على معاناته ليبث اثيرا وهو اسير متخذا من نياط القلوب قنوات إرسال لايشوش عليها لكونها صدرت من محطة الإخلاص التى وإن حجبت عنها الانظارإلا أن لها ربا يشهدها ويسمعها لانها امتثلت بالنداء الإعلامى الربانى وأذن فى الناس .
هكذا إجتمعت خيوط المثابرة فى أعماق قلوب مثابرة فشق الصوت ظلمة الاسر صادحا صائحا.
صوت الخلافة الإسلامية .
ولمن اراد ان يكمل سمع الصوت فلينتظرنا فى الحلقة القادمة بإذن الله