القائمة إغلاق

من للمنابر ؟

من للمنابر ؟

بقلم : سلطان إبراهيم 


من للمنابريفديها و يحميها ** من كل مجترء قد صار يعلوها رحم الله صديق الأمة أبا بكر الصديق حين قال : أي أرض تقلني ، وأي سماء تظلني ، إذا قلت في القرآن برأيي – أو : بما لا أعلم . لأنه يعلم حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار . ولقد عشت والله أكره التعسف في تفسير القرآن وتنزيل الآيات وربطها بأحداث بشكل متعسف لا يتوافق مع أوجه الدلاة حتى وإن كان من يسوقها يدلل بها على خير ولم أكن أظن أن التعسف سيصل إلى هذه الدرجة المقيتة حين صدمت اليوم بخطيب المسجد الذي صليت فيه حين فسر قول الله عز وجل:( لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا ( 60 )61 )سورة التوبة حين فسر المنافقين والذين في قلوبهم مرض بأنهم هؤلاء الذين لا تعجبهم المشروعات التي تقام على ارض وطنهم و الذين لا يشاركون فيها واما المرجفون فهم الذين ينتقدونها و لا يحسنون الحديث عنها وقال بأن معنى لنغرينك بهم أي أن كلامهم سيعلو وأنهم سيرتفعون فترة وجيزة ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا بانهم سينتهى امرهم بعد المدة القليلة وهم قوم ملعونين وهناك أمر بتقتيتيلهم بقوة السلطان في كل زمان والمقصود بالمشروعات والأنجازات قناة السويس لانه كان قد ذكرها في معرض الحديث عن أنواع البر ومن انواع البر البر بالوطن والفرح بمشروعاته كقناة السويس فما رأيكم ايها الأحبة ألهذه الدرجة وصل الأمر في التعامل مع القرآن وتسييس الخطاب الديني بتعسف مقيت وهم من كانوا ينكرون على أهل الدعوة طيلة زمانهم ذكر أمر سياسي في الخطبة فإنا لله وإنا إليه راجعون فيا أيها المطبلون للظلم على منابر الدعوة حذار فقد جاء في الحديث عن جندب : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قال في القرآن برأيه فأصاب ، فقد أخطأ . يعني صلى الله عليه وسلم أنه أخطأ في فعله ، بقيله فيه برأيه ، وإن وافق قيله ذلك عين الصواب عند الله . لأن قيله فيه برأيه ، ليس بقيل عالم أن الذي قال فيه من قول حق وصواب . فهو قائل على الله ما لا يعلم ، آثم بفعله ما قد نهي عنه وحظر عليه . قال أبو جعفر : وهذه الأخبار شاهدة لنا على صحة ما قلنا : من أن ما كان من تأويل آي القرآن الذي لا يدرك علمه إلا بنص بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو بنصبه الدلالة عليه – فغير جائز لأحد القيل فيه برأيه . بل القائل في ذلك برأيه – وإن أصاب الحق فيه – فمخطئ فيما كان من فعله ، بقيله فيه برأيه ، لأن إصابته ليست إصابة موقن أنه محق ، وإنما هو إصابة خارص وظان . والقائل [ ص: 79 ] في دين الله بالظن ، قائل على الله ما لم يعلم . وقد حرم الله جل ثناؤه ذلك في كتابه على عباده ، فقال : ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) [ سورة الأعراف : 33 . ] فالقائل في تأويل كتاب الله ، الذي لا يدرك علمه إلا ببيان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الذي جعل الله إليه بيانه – قائل بما لا يعلم وإن وافق قيله ذلك في تأويله ، ما أراد الله به من معناه . لأن القائل فيه بغير علم ، قائل على الله ما لا علم له به . فيارب إليك المشتكي حتي المساجد قد أصبحت تضج بفساد ائمة يجترئون على القرآن ويصفقون للباطل ويطبلون له ويلوون أعناق النصوص ليا ليزينون للناس بغيهم وظلمهم وفسادهم لقد صدق على واقعنا المثل القائل ((( إن البغاث بأرضنا يستنسر )) والبغاث هو فرخ من فراخ الغراب فإذا انفقأت البيضة عنه خرج البغاث أبيض كالشحمة ، يعني قطعاً من الشحم ، فإذا رآه الغراب أنكره لبياضه ، لأن الغراب أسود اللون ، فيسوق الله تعالى له بعض الحشرات يتغذى عليها إلى أن ينبت ريشه ويسود لونه عندئذ يتعرف عليه الغراب فقد صار هذا البغاث اليوم فوق منابرنا يدعي أنه النسر المحلق فيرغي ويزبد ويصول ويجول ويتهم الصادقين بالنفاق و يشوه الحقيقة ويزين الباطل فلله الأمر من قبل ومن بعد وحسبنا الله ونعم الوكيل .

التعليقات

موضوعات ذات صلة