بقلم : أسامة حافظ
نشرت جريدتا المصريون واليوم السابع نقلاً عن موقع الأقباط المتحدون بياناً لشخص يدعي محمد رحومة وصفوه بأنه عميد كلية الشريعة السابق بجامعة المنيا – علي فكرة لا يوجد بالمنيا كلية شريعة – ويترأس جمعية لمناصرة الاقباط المتنصرين الذين وصفهم بالمضطهدين .. وفي بيانه يهدد ويتوعد البلاد التي تضطهدهم – يقصد مصر – ويعلن أنه قادر علي حماية أولئك المتنصرين في كل أنحاء العالم!!
ولأن قراءنا الكرام لايعرفون هذا الرحومة .. ولأنني من المنيا – بلديات يعني – وأعرف أصله وفصله فإنني أستأذن السادة القراء أولاً في تعريفهم به وبتاريخه المخزي.
نشأ رحومة في أسرة رقيقة الحال حيث حصل علي الثانوية بمجموع متواضع فالتحق بكلية الآداب قسم اللغة العربية حيث حصل علي درجة الليسانس ليعمل مدرساً للثانوي وهناك درس حتي حصل علي الماجستير والدكتوراه وكان موضوعها عن أشعار الشاعر صلاح عبد الصبور.
ولما كانت كلية الدراسات العربية – دار العلوم حالياً – كلية حديثة النشأة تعاني نقصاً في هيئة تدريسها فقد عينت رحومة مدرساً للأدب والنقد بالكلية – وليس مدرساً لأي شيء في الشريعة-.
وفي الجامعة انفتحت أمام هذا القروي البسيط أبواب لم يكن يحلم بها حيث برز في الأنشطة الجامعية وأقام علاقات واسعة مع الأمن وبالتالي مع إدارة الجامعة وشاعت عنه أشياء كثيرة لا تليق بأستاذ جامعي في شتي أنواع المفاسد وقد أفادته علاقاته داخل الجامعة في التغطية علي كثير من أعماله المشينة والتي وصلت إلي – مثلاً – سرقة أوراق الإجابة من أحد أساتذته ليعرضه لمجلس تأديب أو إحضار شرائط جنسية يتفرج عليها في مكتبه مع بعض الطلبة أو بعض السرقات التي اضطر في إحداها إلي شرب كمية من أقراص بعض الأدوية بقصد الانتحار وأجري له غسيل معدة لإنقاذه وتم – الطرمخة – علي الحدث وهكذا اتسعت نشاطاته واتسعت معها مفاسده.
وكان أن رقي ترقية تكاد ان تكون استثنائية لأستاذ مساعد متجاوزاً زملاء أقدم منه – وهو بالمناسبة أعلي منصب وصل إليه – ثم عينوه رئيساً لجمعية سوزان مبارك الثقافية.
وكان من نشاط هذه الجمعية أن أقامت حفلاً خيرياً شاع ساعتها أنه ليستفيد به مرضي السرطان واستضافوا بعضاً من مشاهير الفنانين الذين تطوعوا دون أجر لإحيائه .. ولكن رحومة قام بتزوير أوراق وتوقيعات علي أوراق وشيكات استولي بها علي مبلغ كبير من المال بزعم أنه أجر أعطاه لهم.
انكشفت القصة وتقدم الفنانون بشكواهم للنيابة ولم يستطع رحومة ومن ساندوه أن – يطرمخوا – علي القصة كما فعلوا كثيراً من قبل وسرعان ما أحيل للمحاكمة ومعه اثنان آخران.
لما اقترب حكم المحكمة أرسلت إدارة الجامعة رحومة في مهمة سموها علمية إلي الخارج لينتظر الحكم هناك حتي يستطيع الهرب إن صدر عليه حكم شديد.
وبالفعل أدرك القاضي أهمية اجتثاث هذه النماذج القذرة من أرقي المعاهد العلمية وتطهير الجامعة منها لردع أمثاله من نماذج الفساد فحكم عليه بالحكم المشدد في هذه الجريمة وهو الأشغال الشاقة المؤبدة – تأبيدة – والفصل من الجامعة مع تغريمه ما سرق ومثله معه.
هنالك سافر رحومة إلي أمريكا ليعلن أنه تنصر وأنه غادر مصر فاراً من اضطهاد طائفي يلقاه المتنصرون أمثاله في مصر فانفتحت له علي الفور أحضان الأمريكان الدافئة وخزائنهم العامرة ليستقر هناك مستمتعاً بالدفء والمال.
بعد سنوات أرسل في استقدام ابنه وكان في الثانوية العامة إلي أمريكا.. وذهبت أمه المسكينة إلي الأجهزة المعنية تقدم شكواها وتخبرهم أن هناك من يزور له الجواز وهناك من يسهل له الأمور وذكرتهم بالأسماء فقالوا : نحن نعرفهم جميعا ..ً ولكنهم لم يتخذوا ضدهم أي إجراء حتى خرج الصبي لنسمع بعد ذلك أنه التحق جندياً بالجيش الأمريكي.
ثم حاول أن يجتذب ابنته الطالبة الجامعية إلا أنها رفضت وفضلت البقاء مع أمها – طليقته – في مصر رافضة أن يكون مصيرها كمصير الأب والأخ المرتدين.
ملحوظة هذه الزوجة هي إحدى زوجات كثر تزوجهن رحومة عرفنا أثناء بحثنا في قصتة أربعاً منهن أولاهن هي من ذكرنا وقد طلقها والثانية من الإسكندرية – ومازال في ملفه بالجامعة حكم لم ينفد لصالحها بالنفقة – والثالثة ليبية والرابعة هي زوجته الأمريكية التي معه وربما لو قلبنا لوجدنا أخريات.
وهكذا استقر رحومة في أمريكا منذ سنة 2001 تاريخ صدور الحكم لم نسمع له صوتاً فقلنا قول الشاعر الظريف :
ذهب الحمار بأم عمرو وقالتلا أزور ولا أزار فراحت واستراح الناس منها فلا رجعت ولارجع الحمار
ولكن الحمار للأسف رجع مرة أخري وأصدر البيان سالف الذكر يهدد ويتوعد ويكشر عن أنيابه ربما ظن أنه موسم إلغاء الأحكام
ويعيد رحومة ببيانه هذا فتح ملفات كثيرة
أولها موضوع النشاط التنصيري الكبير والذي يلقي تغاضياً من الأجهزة المسئولة وما يتبع ذلك من جرائم جنائية تتصل به من خطف وتغرير بالقصر وتزوير في أوراق رسمية أين القانون من كل ذلك.
ثانيها الأموال الهائلة التي تنفقها أجهزة التنصير وكذا الكنائس القلاعية والأديرة التي أصبحت مستعمرات هائلة بعيداً عن أجهزة الرقابة .. والتساؤلات التي تملأ المجتمع عن مصدرها .. هل هي تمويل خارجي بعيد عن الأعين .. أم هي غطاء لجرائم أخري مثل غسيل الأموال أو سرقة الآثار أو تجارات غير مشروعة أسئلة تدور داخل المجتمع تحتاج لإجابة وتحقيق.
ثالثها الفساد المستشري داخل الجامعات بصوره المختلفة سواء الفساد المالي أو في الاتجاهات الأخرى والذي يلقي تغاضياً وعدم محاسبة مقابل الولاء والتصدي للمعارضة داخل الجامعة هل آن أن يوضع له حد وأن يفصل بين الموقف السياسي والعملية التعليمية؟
رابعها منافذ البلاد التي لا تستطيع قطة صغيرة أن تعبرها دون أن يكون مسموحاً لها بذلك .. كيف يمر بها هذا الكم الكبير من الهاربين .. ومن هم الأشخاص أو الأجهزة التي تساعدهم وتسهل لهم ذلك .. ومن المسئول عن عدم محاسبتهم وتطهير هذا المرفق الهام منهم حماية لأمن البلد وصيانة لاستقرارها.
نعم كلها ملفات هامة تطرحها قصة رحومة .. أما رحومة نفسه فإنه لم يكن يوماً مسلماً ولن يصير مسيحياً .. وإنما هو مجرد أفاق يبحث عن مكسب رخيص حقير وجده في اللعب بالدين وبأمن بلده .. ولا ينبغي أن يتصور أن الفرصة سانحة ليعود للواجهة مرة أخري أو ليضغط علي الحكومة لإلغاء حكمه بدعوى الاضطهاد فرحومة مجرد حرامي سرق وانكشف وحكم عليه .. ففر هارباً واللص مصيره السجن سواء كان مسلما أو صار مسيحياً.