القائمة إغلاق

عودة إلى الزمن الجميل ) – 2 –

 م/ عاصم عبد الماجد

في عام 1976 شكلت مع عصام دربالة أسرة الطليعة. في أول اجتماعاتها انتخب هو مقررا للأسرة وصرت أنا مقرر اللجنة الثقافية. كان نشاطنا محصورا بشكل كبير في نشر الفكر الناصري عن طريق مجلات الحائط والحوارات. في نفس العام الدراسي في يناير 1977 اشتركنا في مظاهرات 17 و 18 يناير والتي اندلعت احتجاجا على قرارات بزيادة أسعار جملة من السلع.

كان يحلو للسادات أن يسميها انتفاضة الحرامية. ردا على اليسار المصري الذي أسماها انتفاضة شعبية.

اضطر السادات لإلغاء زيادات الأسعار لتسكين الغضب الشعبي الذي اجتاح كل مدن الجمهورية تقريبا وصاحبته أعمال سلب ونهب في بعض المحافظات. كان من الطبيعي أن تشن أجهزة الأمن حملة اعتقالات ضد رموز اليسار في البلاد. وقد استهدفت الشيوعيين على مستوى الجمهورية وكذا الناصريون في بعض المحافظات وبعض رموز الجماعة الدينية.

في بداية العام الدراسي التالي 1977 – 1978 بدأنا الاستعداد الجدي لانتخابات اتحاد الطلاب التي كانت تجري كل عامين. كانت آمالنا تنحصر في الحصول على أكبر عدد من المقاعد في كلية الهندسة أما بقية الكليات فلم نجد فيها ناصريين نشطاء على استعداد للعمل.

جهزنا قائمة بأسماء مرشحينا وكتبنا برنامجاً انتخابيا. وكان هذا شيئا جديدا على الانتخابات وقتها. وطبعنا هذا البرنامج مع أسماء المرشحين وبدأنا في توزيعه على الطلاب. أحدث هذا الأمر قلقا للجماعة الدينية فطلبوا لقاءنا. بالفعل التقينا أكثر من مرة مع أسامة حافظ وحمدي عبد الرحمن وغيرهما وقيل لنا إن قائمتنا بدأت تنتشر على أنها قائمة الجماعة الدينية لأننا كتبنا في أولها آية (إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى) كان النقاش في البداية حول كيفية إزالة هذا اللبس ثم تحول إلى منحى آخر عندما اقترحوا علينا تشكيل قائمة موحدة. رحبنا بذلك لأن معظم مرشحينا كانوا قد تكاسلوا في اللحظات الأخيرة عن تقديم طلبات الترشح!!! وبالفعل ترشح عصام دربالة على عضوية اللجنة الثقافية للفرقة الثانية وكنت أنا مرشحا للجنة الفنية فاز هو ورسبت أنا. لكنها كانت فرصة للاحتكاك بالتيار الديني الناشئ في الجامعة.

تعرفت في هذه الأيام على ناجح إبراهيم أمير الجماعة الدينية بالمدينة الجامعية. ثم على كرم زهدي. وسيكون لهذين الطالبين مع أسامة حافظ دور مهم في الأحداث التالية.

تعرفت أيضا على صلاح هاشم كان طالبا بكليتنا لكن يسبقنا بعامين دراسيين. عرفت فيما بعد أنه من أوائل رموز الجماعة الدينية بالجامعة.

فازت الجماعة الدينية بالانتخابات وحصدت عددا كبيرا من المقاعد في كليات عديدة. مما مكنها من الاستحواذ على منصب رئيس اتحاد طلاب الجامعة. كان مرشحهم الفائز هو رئيس اتحاد طلاب كلية الهندسة عادل الخياط. وقد حل مكانه في رئاسة اتحاد طلاب الكلية زميلي طارق علي الذي حدثتكم عنه من قبل. وكان هو الذي تولى تعريفى بأكثر الرموز التي ذكرتها منذ قليل.

رغم التباعد الفكري الكبير بيني وبين الجماعة الدينية وقتها. إلا أن العلاقات توطدت بيننا خاصة مع طارق علي وبقية الرباعي في فرقتي الدراسية أحمد عز وسيد رمضان. وكذا ناجح إبراهيم وأسامة حافظ وحمدي عبد الرحمن.

بدأت أشعر أني سأكون في القريب واحدا منهم!!! لا أدري لماذا راودني هذا الإحساس رغم عوائق عديدة تقف في وجهه وتجعله احتمالا بعيدا. كان أكبرها على الإطلاق هذا التباين الفكري بيننا؟؟!!

لكن في النهاية وقع ما كنت أتوقعه!!!

وهاهو ذاك الطالب النحيف طويل القامة يواظب على الصلوات في مصلى المبنى ( ج ) في المدينة الجامعية خلف أمير المبنى. ويستعير من مكتبة المصلى كتبا شرعية يلتهم الواحد منها بعد الآخر لمؤلف واحد أعجبه وتعلق به تعلقا شديداً. حتى إذا أجهز على كل مؤلفاته المتواجدة هناك سأل الإمام في لهفة:

– مافيش كتب تاني لابن تميمة ؟

– من ؟؟!!

– ابن تميمة.

-يتبع إن شاء الله-

التعليقات

موضوعات ذات صلة