بقلم الشيخ / حسني محمود الرسالة الثانية ..الى الشباب:
لكى يعمل أي شاب أو شابة عمﻻ ايا كان هذا العمل ينبغي ان يكون العمل ليس عشوائيا او تلقائيا وبدون هدف أو نابعا من عاطفته..لأن القران كما بينا سلفا قال لنبيه( فاعلم أنه ﻻ اله إﻻ الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين ) فالعلم يجعلك منضبطا بهدف معين ومنهج تسير عليه . فان اﻻستغفار عمل تعبدى وهو جزء قليل من العبادة الشاملة لكنه مهم لمحو الذنوب ومن جميل القران أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس له أي معصية او ذنب ومع ذلك يقول الله لرسوله واستغفر لذنبك فما البال بذنوبنا نحن؟ (فاعلم أنه ﻻإله إﻻ الله)هذه العقيدة أساس كل الأعمال الظاهرة والباطنة التي يرضاها الله تعالى.والعقيدة تشمل توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات. فاذا عرفت ربك حقا وتوجهت إليه سبحانه فى عبادتك ﻻ تشرك به شيئا حق لك أن تستغفره والاستغفار معناه أن تلتزم قبله بما أمر ربك من واجبات وأن تنتهى عن منهيات فالشاب إذا بلغ سن التكليف الشرعي وكذلك الشابة وجب عليهما اﻻلتزام بأوامر الله ونواهيه فليس معنى أنه شاب أن منهج الله عز وجل ﻻ يلزمه ويقول: أنا صغير السن أتمتع بشبابى فقد يظن بعض الشباب انه يلهو ويعبث وعندما يكبر يلتزم بالدين .ﻻ…فاذا احتلم الصبى وحاضت الفتاة وجب عليهما اﻻلتزام بقواعد الإسلام وأدابه .وأول هذه الأحكام الطهارة والطهارة ليست فقط طهارة الجسم إنما أيضا طهارة القلب من حب غير الله أوحب مع الله بمعنى أنه يحب أمه أو أباه أو أي أحد حبا يساوى حبه لله أو حتى حبه لنفسه لأن تعالى قال : (ومن الناس من يتخذ من دون أندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله. .). وقال الرسول صلى الله عليه وسلم لعمر:( لن تؤمن ياعمر حتى أكون أحب إليك من مالك وولدك نفسك التي يين جنبيك) وقد يتلاعب الشيطان ببعض الشباب فيفسد طهارة قلبه فيزين له صورة شابة جميلة يراها فى أي مكان أو العكس بالنسبة للفتاه وينشا علاقة معها ويوهم نفسه أنه فى حب برئ خال من المصلحة أو الهوى. وثقافة العشاق حاضرة فى مجتمعنا من خلال الأفلام والمسلسلات والأغانى .وكم من العشاق دمرهم الشيطان بالوصول إلى ما حرم الله وانظر ابنى الشاب وابنتى الشابة إلى ما يقوله رسولكم الكريم (ان ابغض شيئين عند الله عز وجل الشرك والعشق ) فكما أعمى الشرك المشركين عن طريق خالقهم أعمى الهوى العشاق عن طاعة ربهم وجعلهم العوبة لشياطنهم…ولذلك ينادي الرسول الكريم الشباب (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه أغض للبصر وأحصن للفرج ولم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء) فالصوم حفظ للشباب ووقاية له والاهتمام بممارسة الرياضة وأداء الصلوات فى أوقاتها وقراءة القران ومجالسة الصالحين وقاية وطهارة للقلب .يقول سبحانه (وذروا ظاهر اﻻثم وباطنه إن الذين يكسبون الأثم سيجزون بما كانوا يقترفون.) وما أسوأ الدعوات اليوم لإفسادكم أيها الشباب …الذين يخرجون عليكم بالمنكربكل وسائله الخبيثة مثل الدعوى إلى الإنجاب بدون زواج وزواج المثلية والرقص العاريى المختلط .مما جعل كثيرا من الشباب البالغ يقع فريسة للعادة السرية التي تنهك صحته فهويخاف على نفسه من الزنى ويقول هذا أقل حاﻻ من الزني ومنهم من ﻻيصبرفيقع فيه وعند ذلك يفقده الشيطان في الأمل في التوبة…وكل هذه السلوكيات والممارسات السيئة تصيبه باﻻنهزام النفسي وفقد الثقة فى نفسه والفشل فى التعليم والحياة عامة فطهارة القلب ضرورية. كما قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (التقوى هاهنا واشار إلى صدره ثلاث مرات) .حاول أن تشغل نفسك بما هو مفيد من تلاوة القرآن واﻻطلاع على ماينفعك فى دنياك وأخراك وأن تجالس الصالحين وأن تعمل لكسب رزقك لتدخل معترك الحياة لأن الحياة العملية تختلف عن للكتاب كثيرا فالحياة كتاب مفتوح ﻻيفهمه إﻻ من مارس القراءة بجد ونشاط و العمل أساس الرجولة والمسئولية وﻻتستحقر العمل لأن الرسول صلي الله عليه وسلم كان يرعى غنما لبني النجار وكان يتاجر للسيدة خديجة رضى الله عنها.وهو نبينا ومعلمنا..عليه الصلاة والسلام. ومع رسالة أخرى باذن الله.والسلام عليك ورحمة الله.