القائمة إغلاق

جبل الصمود ( في الذكرى الثالثة لرحيل الشيخ عصام دربالة )

شعر / سلطان إبراهيم 
***
لا زال ذكرك عاطرا ـ شيخي عصام ْـ**فإليك تهدي مهجتي أزكى السلام ْ
والشوق حلق بي بأجنحة الوفا ** فمشاعري تسمو على دنيا الكلامْ
وأنا هناك على الربا أرنو الى** شمس الفـــداء تشق أسجاف الظلامْ
وتمور في وجداننا ذكرى لكم ** بل ألف ذكرى بعد ذكرى يا إمامْ
وأصيخ سمعي بعد قلبي للهدي ** يسرى على فمك الطهور على الدوامْ
والصدق فاض على المُحيَّا مشرقا** والصدق غيث يطفأ النار الضرامْ
يا من سُقِيتَ الطهر من نبع الصفا **فسقيتنا وروريتا بعد الأوامْ(1)
كم شدة فرَّجْتَها بنصيحة ** وجعلت فيها المرَّ شهدا بالوئامْ
ولكم أتاك الكَلُّ مثقلُ كاهلٍ ** فحملت عنه العبء يا شيخ الكرامْ
أيقظت فينا همة وشددتنا **بحــــــــبال همتك النبيلة للأمامْ
يا صاحب القلب المليء ترفقا ** يا صاحب العزم الذي فاق الحسام
يا ناسكا أخفى التنسك حسبة ** فغدا ضياء الوجه بدرا في التمامْ
كنا نراك تسير تسرع راجيا ** عيش الخلود هناك في دار السلامْ
وتعيش في الدنيا معيشة زاهد ** سلك الطريق وليس يشغله الحطام
الله غايتكم ونحسب صدقكم ** قاد المسير من البداية للختام
فصبرت في ساح البلاءعلى الأذى **ورفعت رأسك عاليا فوق الطغامْ
كم ساوموك لكي تحيد فلم تزل ** جبل الصمود ومرغم أنف اللئامْ
بالله قل لي شيخنا هل كنت من **أجيالنا أم كنت من سلف عظامْ؟!
يا من رحلت ولم تزل في قلبنا ** تحيا به ولقومنا أنت الزمامْ
يا ملحمي العزم ذكرك خالد ** مهما أتى من بعد هذا العام عام ْ
سيظل عطرك عابقا في روضنا ** بشذاه ينعش أنفسا بعد السقامْ
وعلى خطاك يسير اشبال الفدا** مستلهمين العزم من شيخي عصام
ــــــــــــــ
1ـالأُوامُ : حرارة العطش ، في جوفه أُوامٌ وأَوار
التعليقات

موضوعات ذات صلة