بقلم /الشيخ علي الشريف
أتذكر وأنا فى سن العشرين ، كنت أصلى فترة ثم أتكاسل عن الصلاة وأتركها ، ثم أشعر بالندم وأحن إليها فأصلى وهكذا ، وفى يوم من الأيام كنت أسير فى شارع من شوارع مدينة نجع حمادى ، محافظة قنا ، فتذكرت حالى وتقصيرى فى الصلاة ، فحزنت من نفسى ، وحزنت عليها ، فدمعت عينى ، ثم زاد تأثرى وانفعالى ، فانهمرت دموع عينى بغزارة ، وزاد انفعالى وأصبحت أهتف بصوت عال : من يجعلنى أصلى ولا أقطع الصلاة ؟ ، من يجعلنى أداوم على الصلاة ، وأبكى بصوت هستيرى ، ثم مرت بجوارى سيارة ربع نقل ، تسير بسرعة كبيرة ، وكان صوت القرآن خارجا من السيارة بصوت عال جدا ، وأنا بأهتف من قلبى بكل حرقة : من يجعلنى أداوم على الصلاة ، ولا أقطعها أبدا ، وسمعت صوت القرآن من هذه السيارة المسرعة ولم أسمع إلا قول الله تعالى : ( هو الله) وكأن هاتين الكلمتين شئ حسى دخل فى جسدى فأصابنى برعشة شديدة ، وطفقت أهتف بصوت عال : هو الله ، نعم هو الله الذى يجعلنى أداوم على الصلاة ولا أنقطع عنها ، يارب ، يارب ، أستغيث بك وأتوسل إليك أن ترزقنى المداومة على الصلاة ، ولا أنقطع عنها أبدا ، وجعلت أهتف بهذا الدعاء حتى هدأت ، ومن بعد هذا المشهد إلى الآن وقد أصبح عمرى 62 سنة لم أنقطع عن الصلاة ، ولا عن فرض واحد ، وهذا بفضل الله ، وكلما تذكرت هذا الموقف أشكر الله تعالى على نعمة الصلاة .