القائمة إغلاق

أم الهيثم حُجة على كل الزوجات!!


بقلم الشيخ طه الشريف 

 

المتابع للسيرة العطرة التي حظيت بها السيدة الكريمة “أم الهيثم” رحمها الله _زوج الشيخ عبود الزمر_ منذ بدء زواجها الميمون من ابن عمها المقدم عبود بضع سنوات وحتى اتهامه في أحداث عام1981 وتقديمه للمحاكمة والحكم عليه بالمؤبد ورفضها تخيير زوجها لها واعطائها الحرية في الطلاق كحق شرعي كفلته الشريعة الإسلامية للزوجة المُغيّب زوجها لأكثر من عام في السجن ، لكنها رفضت التفريط في زوجها وتمسكت بالاستمرار معه لتشاطره محنته وقضيته وتقاسمه تضحياته من أجل أمانيه في رفعة شأن هذا الدين العظيم ولهذا الوطن العزيز على نفوس المسلمين جميعاً.
ومرت السنوات تلو السنوات لتتحول أم الهيثم إلى حالة ايمانية رائعة ، فلم يعُد دورها وهمّها هو الزوج والشقيق_وقد كان يكفي_ بل تحولت المرأة المجاهدة إلى قائمة بأعمال الزوج والشقيق _إن صح التعبير_. والمتحدثة الإعلامية لهما في الأحداث التي تعنّ لهذا الوطن الكريم فتقوم السيدة الكريمة “رحهما الله” بنقل رؤى وتصورات زوجها وشقيقها بعد جلسة الزيارة التي تصبح بمثابة المنتدى السياسي المكون من الثلاثة فتستمع وتنصت إليهما لتستعد للقيام بمهمتها في إيصال الرسالة المطلوب إيصالها إلى الإعلام والصحف.
وليس ذلك وحسب بل حملت هموم وأعباء رفقاء _آل الزمر_في محبسهم الطويل وقامت على شئونهم القانونية والحقوقية بل وأمور الدواء والاتصال بالأهل دون كلل منها أو تعب ، تفعل ذلك كل إسبوع ، على مدار ثلاثة عقود كاملة تصورو !!
وأصبحت السيدة العظيمة بلسم لأوجاع وألام الكثيرين..
وأصبحت السيدة العظيمة مطلب وأمنية كل صحفي يتمنى أن تخصه بحوار أو جملة يصدر بها تقريره..
وأصبحت السيدة العظيمة مفخرة لزوجها وشقيقها وأسرتها على صبرها وثباتها وتضحياتها..
وأصبحت السيدة العظيمة حجةً على كل زوجات عصرنا حتى المتدينات منهم!! ممن لا همّ لهم إلا راحة الدنيا ومتع الحياة ولبس الذهب والذهاب إلى المصيف وبلاعة المصروفات التي لا تنسد أبداً..
فلله درك يا خنساء العصر ..
افتقدناك وافتقدنا بموتك مثلاً عظيما وانموزجاً رفيعاً في التضحية والفداء والعطاء والتجرد..
لكن عزاؤنا أن الله ختم لك بخاتمةٍ أحسبها خاتمة حسنة ..
فترجل الفارس الذي لطالما صال في ميدان الحب والوفاء ، وتركت خلفها الزوج والشقيق والعائلة الكريمة وأبنائها ممن تربوا على يديها ونهلوا من سيرتها العطرة معيناً لهم ولزوجاتهم في رحلتهم إلى الله تعالى.

 
التعليقات

موضوعات ذات صلة