بقلم أ/ سيد فرج
من هو حسن الغرباوي؟
هو شمس سطعت في سماء العمل الإسلامي، وجبلٌ صمدَ في ساحات الصبر والإبتلاء، وهو فيض خير، وجناح رحمة سخرها الله لخدمة الفقراء، وهو عين حكمة، وبصيرة رأيٍ، هو بذلٌ دائمٌ في الشدة والرخاء، وشكرٌ وصبرٌ لازمٌ في السراء والضراء، هو الخلوق المتواضع مع كونه الشريف الكريم ذو الشأن، هو الضحوك، البشوش، الحنون، السمح .
ولقد فقدت ساحة العمل الإسلامي بمصرنا الحبيبة، رمزاً وفارساً نبيلاً، وشيخاً جليلاً، كما ودعت ساحة العمل القانوني والحقوقي أستاذاً، كبيراً، مدافعاً عن المظلومين، كما بكت ساحة العمل الخيري، منفقاً، كريماً، خادماً للفقراء، والمحتاجين كما خسرت الساحة السياسية رجلاً حكيماً أريباً.
فقد كان – رحمه الله تعالى- رجلاً متعدد القدرات، والمواهب، والنشاطات، فقد كان يمارس العمل الإسلامي بكل أنواعه، والعمل الحقوقي في كثير من أبوابه، والعمل الخيري في أغلب أشكاله، والعمل السياسي في صورته الحزبية، كما برع وبزغ في المجال العلمي، حتى حصل على شهادة الدكتوراة في القانون، وتوفاه الله –تعالى- وهو يوزع وجبات الإفطار على الفقراء من الصائمين .
فلقد حزن عليه كل الشرفاء، ونعاه كل النبلاء، ممن أحبوه وعرفوه عن قرب من أهله وجيرانه، أو ممن وافقوه الرأي، والفكر، والطريق في البذل والصبر والعطاء .
كما حزن عليه، ونعاه، وقدم لأهله، ومحبيه العزاء، الشرفاء ممن ليسوا على فكره أو رافقوه في دربه بل بعضهم كان يخالفه في حياته، ولكن لأنهم شرفاء، أقروا بقدره، وفضله، فلا يمتلك شرف إعلان قدر وفضل الرجال أمثال الدكتور حسن الغرباوي، إلا الشرفاء فقط ، والنبلاء قطعاً .
فالدكتور حسن الغرباوي كان كل الشرفاء داخل الحركة الإسلامية وخارجها، وداخل السلطة وخارجها، وداخل المؤسسة الأمنية وخارجها، يعلمون أنه رجل محبٌ لدينه، ومخلص لوطنه، ومتفاني في خدمة مواطنيه، فإن إختلفوا معه، فلا يمكن أن يتهموه بما ليس فيه، من عنف أو إرهاب، أو تحريض على كراهية، لذلك رأينا عقب وفاته –رحمه الله تعالى- قيام بعض رجال الأمن بتقديم العزاء لأهله ولإخوانه ومحبيه، وبعضهم مشكوراً، سعى سعياً حقيقياً في تسهيل إنهاء إجراءات الإفراج عن نجله أنس الغرباوي بعد أن تم الحكم له بالبراءة في القضية التي كان محكومٌ عليه فيها بالمؤبد .
فرحم الله تعالى الدكتور حسن الغرباوي، وجميع إخواننا الذين سبقوا إلى رحمة الله تعالى بإذنه ومشيئته، فسوف يظلون في أعيننا وأعين كل الشرفاء رموزاً للعمل الصالح لديننا وأوطاننا، وشعبنا .