القائمة إغلاق

شهر رمضان وأعلي مراتب الايمان

 

بقلم / أ . سيد بدير  

عندما يتجلى هلال رمضان المبارك يتحدث الناس كثيراً عن الصيام في رمضان،

وعن القرءان في رمضان،

وعن القيام في رمضان،

وعن الزكاة في رمضان، وعن التسامح، وصلة الأرحام والصدقات، والاعتكاف، والكرم والضيافة، وعن الحب والايثار، وعن الهمة العالية في الطاعات كلها ..

إلا أنهم جميعا ينسَون الحديث عن ذِروة السنام في رمضان !

عن تلك الفريضة العظيمة التي هي أعلي مراتب إصلاح النفس والارتقاء بها .. فكل الطاعات التي يتحدث الناس عنها في رمضان ترتقي بالنفس خطوة أو خطوات إلي الأمام في العلاقة مع الله جل في علاه ..

لكن الجهاد يطوي بها كل المراحل ويرتقي بها الي أعلي المراتب ..

إنه ذروة سنام الاسلام

ـ إن الصومَ تضحيةٌ بحظ النفس والجسد في الطعام لوقتٍ محددٍ ثم سرعان ماتعود إلي الطعام إذا جنَّ المساء.

ـ والصدقات تضحيةٌ بالمال قليلِه أو كثيرِه .. لكنَّ المالَ سرعان مايعود أكثر “مانقَصَ مالٌ من صدقة”

ـ والقيامُ تضحيةٌ ببعض الوقت والجهد ..ثم سرعان ماتذهبُ إلي النوم ـ ولو قليلا ـ فتستردُّ نشاطك

ـ والعفو والتسامح تأخذ فيها بعضاً من حظ نفسك في المكانة بين الناس وعلو الشأن لكن سرعان ماتعود أكثر عزًا”مازادَ اللهُ عبداً بعفوٍ إلا عِزًا”

لكن ذروة السنام تختصر علي أول الطريق كل هذه الخطوات فتَطوي بك المراحل الي الجنة ..حيث تبذلُ اغلي ماتملك ولاتريد إلا الجنة ..

(إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرءان ومن أوفي بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ” التوبة 111

انه طريقُ النبيِّ الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين حيث قدَّموا للبشرية ـ في رمضان ـ أعظم الغزوات الحربية ..وأعظم الفتوح الإسلامية .. فكانت غزوة بدر الكبرى يوم الفرقان في شهر رمضان وكان الفتح الأعظم ..فتح مكة .. في شهر رمضان فأكرِم بهذه الهمم العالية الراقية العظيمة التي لم تحصر العطاء في رمضان علي مجرد ركعاتِ الليل أو صيامِ النهار أو درسٍ أو خُطبةٍ أو صدقة … لكنَّه عطاءٌ، وجُودٌ لنشر الهداية بأغلي وأعظم ما يملك الإنسان وليس له بديل … إنه يبذل روحه رخيصة لله عزوجل ولايريد لها عِوضاً إلا الجنة.

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم مُغْتَمَّاً .. فقال لي: مالي أراك مغتما؟

فقلت : قُتِلَ أبي معك في أُحُد وترك دَيْناً وعيالاً .

  فقال صلى الله عليه وسلم: ألاأخبِرُك ياجابر؟! إن الله لم يُكلم أحداً كفاحاً إلا أباك فقال له تَمَنَّ عليَّ.

قال تعيدني الي الدنيا فأُقتَل فيكَ ثانيةً.

قال: سبَقتْ كلمتي ألاتعودوا اليها.

قال: يارب أبلِغ مَن ورائي .

قال أنا أبلغهم عنك فأنزل الله .. (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل أمواتا )….

لقد ظل المجاهد يجاهد نفسه في زيادة البذل والعطاء والتضحية والفداء حتى لم يُبْقِ شيئاً فقد بلغ الذروة في العطاء حين ارتقي يقدِّم روحه لله يرجو رضاه

كل طاعة تأخذ بيدك في طريق الله خطوةً أو خطواتٍ إلا ذروة السنام فإنه يقفز بك الي نهاية الطريق ..

إن من عظمة الاسلام أن يظل الجهاد ماضياً حتى إذا لم يكن هناك جهادٌ قائمٌ بالفعل على الأرض تبقى حالة أبناء الأمة جميعا على استعداد دائم للتضحية ـ وخصوصا الشباب ـ بحيث لاتتخلى القلوب عن هذه الروح العالية روح التضحية والمفارقة للشهوات ولكل أنواع الدعة والترف والخمول فمن لم يجاهد حدَّث نفسه بالجهاد (من لم يغْزُ ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق”رواه مسلم.

ومن عظمة الاسلام أنه فتح للجهاد أكثر من ميدان فالجهاد بالنفس ميدان والجهاد بالمال ميدان وكذلك من أعظم ميادين الجهاد جهاد الكلمة

اكتب رسالة

 

التعليقات

موضوعات ذات صلة