بقلم: أ/ سيد فرج
إلى الله المشتكى أيها الوطن!!!
“لم أر ظلما مثل ظلمنا .. يساء إلينا ثم نؤمن بالشكر”
على مدار ما يقرب من السنتين، أطفأت سجون الظلم نور عشرات الآلاف من نجوم الوطن من خيرة أبناءه وقادته وعلماءه وساسته.
وها هي باعتقالها منذ أيام الدكتور عصام دربالة تطفئ قمرا في سماء الوطن.
الدكتور عصام دربالة .. الذي قام النظام بالقبض عليه وتوجيه الاتهامات العديدة له راجيا تغييبه عن المشهد الحالي والتاثير فيه.
دكتور عاصم دربالة .. الذي لم تستنكر أحزاب وجماعات وحركات إسلامية وليبرالية وشبابية القبض عليه علنا رغم أن بعضها فعل ذلك سرا – ولا ندري ما السبب – لعل المانع خير.
هذا الرجل الذي قاد جماعته عقب ثور 25 يناير وحتى يوم القبض عليه في إطار المصالح العليا الإسلامية والوطنية وعمل هو وجميع إخوانه على أن تكون الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية مثالا واضحا على العمل الإسلامي الوطني الطامح لصالح الوطن وأبناءه ومكوناته وليست الطامع في الوطن وأبناءه ومكوناته، مثالا للنهج التصالحي التوافقي وليس التصادمي الإقصائي، مثالا للبناء وليس الهدم.
لذلك رأينا الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية هما الكيانان الوحيدان في مصر اللذان دعوا إلى التمسك بالسلمية والدعوة للحلول السياسية العادلة الشاملة وما زالا حتى الآن رغم كل ما حدث.، ورغم معارضة الأصدقاء والخصوم لهذا النهج لأن كلا منهما يريد أخذ الجماعة والحزب إلى رؤيته فقط “فتمسكت الجماعة الإسلامية وحزبها برؤية واضحة مفادها حل سياسي شامل وعادل لا يهمل إرادة المؤيدين والمعارضين من الشعب المصري”.
لذلك لم نر من الجماعة والحزب عنفا ولا انتقاما ولا رضى بعنف ولا هدم ولا رضى بقتل أيا كان فاعله أو الداعي له. بل حرصا على أن يكون الحراك والمعارضة سلمية مع عدم رفض الحلول السياسية الشاملة والعادلة.
ولقد قامت الجماعة الإسلامية تحت قيادة الدكتور عصام دربالة وكذا حزب البناء والتنمية بالتنظير لأهمية التمسك بالسلمية وأهمية رفض الحلول الصفرية والإقصائية ونشرت ذلك في بياناتها ومؤتمراتها وجلسات حوارها حتى أثرت في جيل الشباب الحالي الغاضب والذي يثق ويرى في الجماعة الإسلامية وحزبها أنهما أصحاب تجربة يجب أن تسمع وتدرس.
ورغم ذلك ينتقم النظام منهما بالقبض على القيادات والكوادر حتى وصل الأمر لذروته باعتقال الدكتور عاصم دربالة.
دكتور عصام دربالة الذي لم يترك يوما مظلوما علم بظلمه إسلاميا أو غير إسلامي إلا ووجه بإصدار بيان يستنكر الظلم الذي وقع عليه، فتحمل هو وجماعته وحزب البناء والتنمية ما تحمل من أجل نصرة القضايا العادلة الإسلامية والوطنية.
ومع ذلك لم نسمع أو نر استنكارا واضحا من أحزاب وجماعات كبرى إسلامية وغير إسلامية وحركات شبابية للقبض على الدكتور عصام دربالة.
ولكن رغم الظلم الواقع لا نقول على الدكتور عصام دربالة ولا على الجماعة الإسلامية ولا حزب البناء والتنمية بل الظلم الواقع على الوطن باعتقاله من النظام الحالي أو تجاهل اعتقاله من بعض القوى لأن أمثال دكتور عصام دربالة لو أننا في وطن غير الوطن ومع نخب وجماعات ونظام غير هذه النخب والجماعات والنظام لما حدث لمثل هذا الرجل ما حدث من الظلم والتجاهل، فسوف يظل النهج الذي خطه عصام دربالة هو وإخوانه في الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية هو الخط الذي تسير عليه الأجيال القادمة وهو إعلاء مصلحة الدين والوطن ومكوناته على المصالح الشخصية والآنية.
فك الله أسر الدكتور عصام دربالة وأسر عشرات الآلاف من المعتقلين وفك الله أسر الحرائر وعصم الله دماء المحكوم عليهم بالإعدام.