بقلم: فضيلة الشيخ علي الديناري
يحدث كثيرا أن يجتمع على العريس في ليلة الزواج أمران؛ الأول.. الإرهاق الشديد مع عدم النوم لأيام، ويضاف للإرهاق تعب وإرهاق الحفلة ومطاوعة الأصدقاء في كل طلباتهم حتى في شرب المشروبات الغازية (معروف انها مضرة للعريس). الثاني.. تحضير شياطين الانس والجن معا، فأصدقاء العريس وكل من حوله يعتبرونها فرصة لتعاطي المخدرات مجانا ويطالبونه بتوفيرها باعتبارها حقا لهم، وآخرون يعتبرونها فرصة للظهور امام الشابات والشباب فيفضلون الاختلاط وقد يفرضونه عليه وغيرهم يعتبرونا فرصة للاستعراض بالموتوسيكلات، كل ذلك يجتمع على العريس فيأتي عند ساعة البناء فيجد أمورا غربية غير متوقعة تحدث منه ومن العروسة فهي تقول انها تشعر باختناق وتريد أن تبكي وهو يريد أن ينام طويلا.
ويصبح الصباح وهو لم يؤد المهمة المنتظرة، فيجد نفسه في ورطة والعروسة لا تعرف الإجابة على سؤال الأم المعروف الذي ستسأله في الصباح أو تريد أن تستشف الإجابة. ويدور تفكيرهما بين السحر أو الربط أو الحسد وكل ذلك محتمل بسبب حضور الشياطين ليلة الفرح وحضور الشياطين والأرواح الشريرة والخبيثة من الجن والأنس يسهل عمل السحر والحسد والربط والحقد وكل الأمراض ولكن وارد وبقوة أن يكون الإرهاق والشد العصبي هو السبب في الخمول والإخلاد إلى الراحة كما نفعل دائما عندما نستريح بعد تعب.
فوصيتي لكل عريس؛ لا ترهق نفسك يا ابن الناس وأهم حاجة تجتمع مع عروستك تحت سقف واحد. سألوا عريسا عن أجمل هدية أهديت له في فرحه فقال: أجمل هدية هي العروسة. لاتطاوع أحدا في احضار الشياطين في فرحك بارتكاب المعاصي أو السماح بها ولا تبدأ حياتك بمعصية ولا تجعل إغضاب ربك بدل شكرك له على تسهيل زواجك.
يمكنك ان تفرح ولا تغضب ربك.. مسألة سهلة واستعن بالله عليها، هييء عروستك واتفق معها على ما سيحدث ليلة البناء بعد انصراف الناس واتفقا على أن الموضوع غير مستعجل واسمع منها فكرتها لأن أفكارهن غريبة ومرعبة.
لا تعتبر البناء مهمة ومأمورية يجب الفراغ منها استعدادا لأسئلة الصباح حتى لا يصبح هذا ضغطا عصبيا عليك يفقدك السيطرة على الموقف. أنت قائد الأسرة من الآن والقيادة هي الإلمام بالموضوع إلماما كاملا ثم البدء، أنت الذي تبدأ وتطبق السنة النبوية في هذه الليلة وهي ستوفر لك أجمل سعادة فاقرأها قبل هذه الليلة مع عروستك.
لابد من استخدام قدر من الحزم والحسم، فسائق السيارة الذي يعرف الطريق لن يسمع لغيره فإذا عرفت الطريق، فكن كصاحب السيارة. وكن كالممرض الذي يعطي الحقنة بثقة في نفسه لطفل.. هي حقنة ولابد منها فلا تتردد فتتعب من تحقنه.
هذا الموضوع فيه كلام كثير لا يسعه المجال حاليا، فاقرأ عنه أنت وعروستك.
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير..
ألف مبروك وعقبال التانية…